النجارة وأسطواتها البغداديون أيام زمان

العراق - (نـَجّار وبابه مَكسور) ،هذا المثل الشعبي البغدادي الشائع، يتداوله الناس في أحاديثهم اليومية، يعززون به ما يقولونه عن الشخص الذي يصلح أمور الآخرين، ويترك أمر نفسه. وقد أتخذ من النجار الذي يصلح أبواب الناس ويترك بابه مكسورا ،عنوانا له. وهذا المثل الشعبي القديم هو مدخل لمعرفة صنعة النجارة ومشاهير أسطواتها من النجارين بغداديين.

الذاكرة البغدادية تختزل صوراً قديمة عن نجار أيام زمان ، صاحب الدكان الصغير الذي جعل منه ورشة لمزاولة عمل النجارة في محلة أو سوق شعبية.

إن الكثيرين من أبناء جيلنا الحاضر لا يعرفون كيف كانت أحوال وحرف الجيل الماضي، ومنها النجارة ، الصنعة الحرفية اليدوية ، التي تطلب من النجار أن يكون ذا مهارة فنية ودقة في عمله، ليصنع حاجيات خشبية ضرورية لخدمة الإنسان.

لقد كانت النجارة في بداية القرن الماضي ، تقتصر على الأعمال الخشبية البسيطة، التي يحتاج اليها البيت البغدادي القديم من الاثاث المنزلي ، كسرير المنام،الدولاب، صندوق الملابس، التختة والكراسي البسيطة، إضافة الى ما يحتاج اليه الفلاح في عمله الزراعي من محاريث. وبجانب هذه الأعمال البسيطة هناك النجارة الفنية الراقية الخاصة بعمل صناديق (الأضرحة) التي تصنع من الخشب المعمول بـ (الجرخ)، ويقال لصانعه (الجراخ). كما يعمل النجار واجهات الغرف المزخرفة بأشكال هندسية منظمة بإسلوب إسلامي قديم، وخير مثال على ذلك شبابيك الخشب في مرقد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام).

وتشمل النجارة الفنية ايضاً عمل شناشيل البيوت البغدادية ذات النقوش والريازة والزخرفة الإسلامية الفنية القديمة. وبمرور الزمن، تطورت النجارة، بعد أن دخلت عليها الآلات الميكانيكية والكهربائية، وشرع النجارون يصنعون (الكناتير) ذات الأبواب المتعددة لحفظ الملابس بدلاً من الدولاب أو الصندوق. وكذلك عمل (القنفات) و(البوفيات) بأنواعها، على وفق طلبات وأذواق الزبائن.

ومن أجل معرفة المزيد عن النجارة أيام زمان، حدثنا النجار نوري راضي الربيعي، صاحب معمل نجارة سابقاً  قائلاً:

"كانت النجارة في العشرينيات من القرن الماضي ، حرفة يدوية بدائية، تستخدم أدوات عمل قديمة ، ويقتصر عملها على أعمال يدوية بسيطة ، إلا أنها تطورت في فترة الثلاثينيات بعد أن أدخل بعض النجارين خاصة من اخواننا المسيحيين الآلات الحديثة

المصدر: المراقب


تفاعل مع الصفحة

تفاعل مع الصفحة