منتخب الكرة المصرى ... وفرصة لا تعوض للنهضة الحضارية

كتب اسامة مبروك - أصبحت كرة القدم الشغل الشاغل لكثير من الناس وأصبحت أخبار المنتخب المصرى, خاصة بعد إنجازاته فى كأس القارات, متداولة ومنتشرة بين كثير من الناس. حتى غير المتابعين أصبحوا من أهل الرياضة...

أثبتت الأيام أن كرة القدم هى مصدر السعادة الوحيد فى مصر, إن أمكن القول.  لا ترى جموع المواطنين تسعد لفوز عالم مصرى بجائزة أو يسعدون لإنجاز حضارى.  الكرة ثم الكرة ثم الكرة.  حسنا,  إذا كان ذلك ما يسعد الناس ويحضهم على المضى قدما فى أعمالهم فالنقم باستثمار هذا الإنجاز.  من منا لا يريد أن يكون إنسانا خلوقا مثل أبو تريكة, أو أحمد حسن, أو وائل جمعة, أو أحمد فتحى, أو محمد حمص.  ومن ذا الذى لا يريد أن يكون ناجحا وخلوقا مثلهم ...,

كيف يمكن استثمار هذا الحب بطريقة مثمرة وبناءة؟

  1. يجب أن يتبنى هؤلاء اللاعبين حملات توعية للشعب المصرى فى جميع مجالات التنمية.  على سبيل المثال لو بدأ محمد أبو تريكة حملة لتنظيف شوارع مصر و قاد بنفسه هذه الحملة فسوف يقتدى به كثير من الشعب وبالأخص الشباب.  لو ظهر أحمد حسن فى إعلان تليفزيونى يوجه به الناس الى ضرورة الإلتزام بكل تعليمات المرور من حيث السرعة, والقيادة فى الحارة المخصصة, وعدم استخدام النفير بشكل مؤذى فلسوف يتفاعل معه الناس بكل تأكيد.
  2. حسن شحاته يظهر فى التليفزيون وهو يتحدث مع الشباب عن العمل الحرفى الشريف, يظهر وهو يمارس هذه الحرفة فى بيته (دهان حائط على سبيل المثال) سيكون له وقع شديد فى قلوب وعقول كثير من الناس.

تفعيل القيم والأخلاق

أن الإنسان الصالح يؤيده الله بحب الناس.  فالوصول الى اي هدف يجب أن يكون بطاعة الله و مرضاته ... نعم يمكن أن ينجح الإنسان فى عمله ويصبح مرموقا ... ولكن بالتأكيد ينقصه تأييد الله إذا كان هذا العمل فيه معصية لله.  وتأييد الله يظهر أشد ما يكون فى حب الناس الخالص لوجه الله.   هل تريد أن تكون مثل هؤلاء الناس؟  هل تريد أن تكون مرموقا فى حرفتك البسيطة ومتمتعا بحب الناس فى نفس الوقت؟ بادر بطاعة الله واجعل حرفتك خالصة لوجه الله تبتغى منه الاجر والثواب (مثل أبو تريكة)

ماذا بعد عدم صعود مصر لكأس العالم

المتأمل فى الرياضة المصرية، لا يجدها مختلفة عن شئوننا الأخرى، وذلك لبديهية بسيطة، وهى أن التقدم والتحضر, عملية شاملة، وواهم من يظن أننا يمكن أن ننال مكانا عالميا فى دنيا الرياضة، ونحن متردون إلى الحضيض فى كل المجالات الأخرى، ولذلك فإن عمليات الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى والتعليمى والرياضى كلها متشابكة ومتداخلة، وكل منها يؤثر ويتأثر بالآخر، وكل منها يدفع بنفسه وبالآخر إلى الأمام، وأبرز مثال أن الدول التى تأتى على رأس قائمة الميداليات فى الدورات الأوليمبية ، أو الدول التى تحصل على بطولة العالم فى الألعاب المختلفة، نجدها دائما الدول صاحبة النهضة والحضارة، والتى عرفت ديناميكية التغيير والإصلاح، واتخذت الخطوات الصحيحة للارتقاء بمجتمعاتها فى كل المجالات، وتخلت عن سياسة التماس الأعذار والمبررات.

يجب علينا جميعا أن نلتزم أكثر فى عملنا لأن ذلك هو الذى سوف يقودنا الى كأس العالم فى 2014. يجب على كل عامل, صانع, حرفى, أو صاحب ورشة أو مصنع أن يجتهد فى عمله أكثر ويخلص لله أكثر ويعمل جاهدا على تنمية عمله أكثر.  لأن ذلك ما سوف يجعل منا أمة متقدمة فى المجالات الإقتصادية والذى سيؤدى فى النهاية الى نهضة حضارية أكيدة والى القضاء على الفساد المستشرى فى المجتمع المصرى.


تفاعل مع الصفحة

تفاعل مع الصفحة