شبح الاندثار يطارد‮ ‬الصناعات الحرفية‮ ‬بأسيوط

بالرغم من تصدر محافظة أسيوط قائمة المحافظات الرائدة في الصناعات الحرفية مثل التلي والسجاد الحرير والخشب البيئي لسنوات عديدة إلا أن هذه الصناعات باتت مهددة بالاندثار بعد أن واجهتها عقبات كثيرة ومنها قلة الأيدي العاملة وعجز الصناع عن تسويق منتجاتهم مما اضطر بعضهم إلي‮ ‬غلق ورشهم .

.أبو ضيف محمد مدير الجمعية الإنتاجية للسجاد السياحي بأسيوط يقول إن المحافظة اشتهرت بصناعة السجاد السياحي اليدوي بمختلف انواعه سواء الصوف والحرير والكليم الاسيوطي الجوبلان ذات الألوان الثابتة‮ ‬والرسومات الراقية إلا ان تدخل التكنولوجيا في صناعة السجاد وانتاجه بواسطة الماكينات بطريقة اسهل واقل تكلفة عن السجاد اليدوي الذي تستغرق عملية انتاج القطعة الواحدة منه‮ ‬3‮ ‬اشهر أدي الي قلة اعداد الصناع خاصة مع اقبال المواطنين علي شراء السجاد الصناعي ذو السعر الأقل‮. ‬

وأشار‮ ‬محمد‮ ‬إلي تراجع انتاج السجاد اليدوي بسبب قلة الأيدي العاملة المدربة وانخفاض الاقبال علي مدارس التعليم الفني التي كانت تدرب طلابها علي فنون الانتاج لافتا الي ان التسويق يعد العقبة الثانية التي تواجة صناعة السجاد اليدوي في ظل عدم تنظيم معارض لتسويقه منذ سنوات طويلة بالإضافة إلي عدم فتح أسواق جديدة للمنتجات في الدول العربية والأوروبية‮.‬

ويضيف محمد الأمير مدير جمعية خان الخليلي في أسيوط‮: ‬منتجات السجاد والكليم كادت ان تنقرض لولا البدء في إنشاء المؤسسة العامة للتعامل الإنتاجي عام‮ ‬1961‮ ‬التي أقامت وحدات تدريبيه وإنتاجية في كل المحافظات نجحت في تدريب العديد من الصناع الذين اصبحوا يعانون بسبب عجزهم عن تسويق منتجاتهم الامر الذي ادي إلي تراكم مديونياتهم‮.‬

ويؤكد فوزي صديق‮ ‬من الصناع‮ ‬ضرورة إيجاد حلول لانقاذ الصناعة وفتح‮ ‬اسواق جديدة امام منتجاتها عن طريق إقامة معارض دولية أو تصديرها للخارج خاصة وانها تتميز بجودتها وذوقها الرفيع والذي يظهر من الوانها ورسوماتها المختلفة‮.‬

ويوضح سعد زغلول لبيب‮ ‬فنان تشكيلي‮ ‬أن فن التلي يحمل قيماً‮ ‬تراثيه وتشكيليه ويتميز بطرق تطريزه بخيوط الذهب أو الفضة مشيراً‮ ‬إلي انه تم احياء هذا الفن بعد اقامة بيت التلي في اسيوط عام‮ ‬1994‮ ‬بدعم من الصندوق الاجتماعي للتنمية،‮ ‬التي عاني مؤسسوها كثيرا في البحث عن السيدات كبار السن اللاتي يتذكرن طريقة نسج التلي وأيضا في الحصول علي الخامات‮.‬

وتقول وفاء علي الحاصلة علي ماجستير التاريخ الاسلامي إن الفتيات كانت تعتمد علي الكليم العدوي المغزول بالصوف في تجهيز بيت الزوجية عن طريق صناعته وتسويقه وشراء ما يلزمهن من أدوات كهربائية ومفروشات وملابس إلا ان صعوبة التسويق أدت إلي توقفهن عن إنتاجه والبحث عن أعمال أخري لافتة إلي ضرورة إزالة العقبات التي تواجه هذه الصناعة بإقامة معارض دولية وتفعيل دور الجمعيات التي قاموا بتأسيسها لحمايتهن‮.‬

المصدر: روز اليوسف


تفاعل مع الصفحة

تفاعل مع الصفحة