البيضاء.... مآثر العلم والعمران تستنطق التاريخ

سوريا - محافظة البيضاء تقع إلى الشرق الجنوبي من العاصمة صنعاء على بعد (268كم) وترتفع حوالي (2250 متراً) عن مستوى سطح البحر، ومحافظة البيضاء تتوسط عنه محافظات، يحدها من الشمال أجزاء من محافظتي مارب وشبوة، ومن الشرق أجزاء من محافظتي شبوة وأبين ومن الجنوب أجزاء من محافظات أبين ولحج والضالع، ومن الغرب أجزاء من محافظات الضالع وإب وذمار.

يبلغ عدد سكان محافظة البيضاء وفقاً لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام (2004م) حوالي (577.369) نسمة فيما بلغ عدد مساكنها (69.818) مسكنا.
عبدالعزيز رياض
** مناخها: معتدل صيفاً وبار دشتاءً في المرتفعات الجبلية ويسود المناطق الصحراوية المناخ الحار أثناء الصيف والمعتدل شتاءً في النهار ويميل إلى البرودة ليلاً.
فيما تتوزع تضاريس المحافظة بين صحاري ومرتفعات جبلية وهضاب وسهول واسعة تضم أراضي خصبة ووديان كبيرة منها:
- وادي مرخه: وهو بالشرق من البيضاء وتصب مياهه في الصحراء.
- وادي بيحان: ويبدأ من البيضاء ويتجه إلى الشمال الشرقي وينزل إلى بيحان ويقسم بلاد المصعبين حتى يصل إلى بيحان القصاب ثم يتجه شرقاً إلى الأحقاف.
- وادي حمره: وهو من أهم الأودية، وينبع من جنوب الطفة وجنوب السوادية ومن غرب البيضاء ويتجه إلى الغرب ليصب في محافظة أبين.
الصناعات الحرفية
** تنتشر العديد من الصناعات الحرفية في مديريات محافظة البيضاء مثل صناعة المعدات الزراعية والجنابي، والعسوب، وصناعة غزل المنسوجات والصوف.
- الأسواق الشعبية: تنتشر العديد من الأسواق الشعبية في مختلف مديريات محافظة البيضاء تعرض فيها منتجات الصناعات الحرفية والمشغولات اليدوية والمنتجات الزراعية، أهمها وأشهرها الأسواق التالية:-
- سوق رداع يقام طوال أيام الأسبوع.
- سوق السوادية يقام طوال أيام الأسبوع
- سوق نعمان يقام طوال أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة.
- سوق ذي ناعم يقام كل يوم جمعة من كل أسبوع.
- سوق الطفة يقام كل يوم سبت من كل أسبوع.
- سوق ناطع يقام كل يوم خمس من كل أسبوع.
- سوق البيضاء يقام كل يوم خميس من كل أسبوع.
التقسيم الإداري
 تتكون محافظة البيضاء من المديريات التالية:
البيضاء
مكيراس
الصومعة
مسورة
ناطع
نعمان
السوادية
رداع
الطفة
ذي ناعم
الزاهر
الرياشية
ولد ربيع
الشرية
العرش
القريشية
الملاجم
ردمان
صباح
مدينة البيضاء

خلفية تاريخية
- من المؤكد أن أراضي البيضاء كانت تندرج ضمن أراضي دهسم وهي الأراضي العالية من أراضي تبن، كما جاء في نقش النصر الموسوم بــ(RES.3945) الذي دونه الملك السبئي كرب إل وتر مكرب سبأ في (القرن السابع قبل الميلاد).
وفي مطلع (القرن الأول الميلادي) بدأت تظهر في  الأراضي التي نطلق عليها الآن  محافظة البيضاء عدة قبائل قوية شكل كل منها مقولة مستقلة لها أراضيها الخاصة وهي (بني معاهر، ذي خولان، ذي هصبح، ردمان) إلا أن قبائل ردمان وخولان كانتا أقوى قبائل المنطقة. فنجدهما أحيانا متحالفين مع بعض وأحيانا نجدهما في حالة عداء تبعا للمصالح المشتركة بينهما. بدأ بروز هذه القبائل عقب أفول نجم الدولة القتبانية، تلك الدولة التي كانت تمثل العدو التقليدي للدولة السبئية. وقد تحملت قبيلتا ردمان وخولان على عاتقهما مواصلة العداء للدولة السبئية فنجدهما في منتصف القرن الثاني الميلادي تتحالف مع الحضارمة بقيادة وهب ذي معاهر ضد الدولة السبئية في عهد ملكها:(سعد شمس أسرع)، وابنه مرتدم يهحمد سبأ وذي ريدان، وقد دارت بينهما معارك طاحنة في وادي بيحان وأودية المشرق أنتصر السبئيون، وبعدها نجد قبائل خولان وردمان وذي معاهر يواصلون ذلك العداء التقليدي حيث نجدهم في فترات لاحقة يتحالفون مع الحميريين الذين قوت شوكتهم في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي فتم لهم ما أرادوا بانتهاء الدولة السبئية. وظهرت الدولة الحميرية الريدانية لتكون هذه القبائل أركان حرب تلك الدولة التي استطاعت أن تسيطر على معظم الأراضي الحضرمية وأراضي المشرق. ومن أهم مآثرهم تلك المدن المتناثرة على امتداد أراضي محافظة البيضاء مثل مدينة وعلان(المعسال) في مديرية السوادية والتي كانت تمثل حاضرتهم الأولى وشهرتهم تلك ظلت حتى الفترة الإسلامية لنجد الهمداني في كتابه الموسوعي الإكليل الجزء الثامن يقسم أراضي البيضاء إلى مخاليف ردمان وخولان بتلك التسمية القديمة لتلك القبائل التي ظهرت أسماءها في عشرات النقوش اليمنية القديمة. وكانت تعرف قديماً باسم بيضاء حصى لأنها كانت ضمن أملاك (سرو مذحج) فكانت مدينة حصى العاصمة ومن (القرن العاشر الهجري- القرن السادس عشر الميلادي) انتقلت إلى مدينة البيضاء؛ كما كان للدولة الإسلامية المتعاقبة دور مميز في محافظة البيضاء ففي عهد دولة بني رسول (625-857 هجرية) -(1228-1453 ميلادية) ازدهرت اليمن قاطبة وشهدت انتعاشا في كافة الميادين وخاصة في ما يتعلق بالجانب العلمي وبناء المساجد والمدارس فشيد حكام وملوك بني رسول العديد من المساجد والمدارس منها مسجد مدرسة البعدانية في رداع. كما ازدهرت وانتعشت اليمن قاطبة بما فيها محافظة البيضاء في عهد دولة بني طاهر (857-945 هجرية) -(1453-1538 ميلادية)، الذين خلفوا بني رسول . وقد أهتم بنو طاهر كأسلافهم بني رسول بنشاطات عديدة وخاصة ما يتعلق بجانب العمران والعلم، ومن مآثرهم تشييد المساجد والمدارس العلمية والعديد من  سدود ومصدات المياه، منها تشييد مدرسة العامرية ورباط ومدرسة البغدادية في رداع، وكانت نهاية دولة بني طاهر على يد الأترك العثمانيين في عام (945هجرية-1538 ميلادية) الذين شيّدوا أو قاموا بإعادة تشييد عدد من القلاع والحصون في محافظة البيضاء.

منقول من: جريدة الثورة


تفاعل مع الصفحة

تفاعل مع الصفحة