السياحة أكثر الصناعات نمواً في العالم
وعلى الصعيد البيئي تعتبر السياحة عاملاً جاذباً للسياح واشباع رغباتهم، من حيث زيارة الأماكن الطبيعية المختلفة والتعرف على تضاريسها وعلى نباتاتها والحياة الفطرية فيها، بالاضافة الى زيارة المجتمعات المحلية للتعرف على عاداتها وتقاليدها. والمحافظة على البيئة ومنع تدهورها ووضع اجراءات حماية مشددة لها.
مكونات السياحة
تتداخل نشاطات السياحة مع العديد من المجالات، وفي ما يلي المكونات الأساسية للسياحة التي يجب أخذها بعين الاعتبار في أي عملية تخطيط:
• عوامل و عناصر جذب الزوار: تتضمن العناصر الطبيعية مثل المناخ والتضاريس والشواطئ والبحار والأنهار والغابات والمحميات، والدوافع البشرية مثل المواقع التاريخية والحضارية والأثرية والدينية ومدن الملاهي والألعاب.
• مرافق وخدمات الايواء والضيافة: مثل الفنادق والنزل وبيوت الضيافة والمطاعم والاستراحات.
• خدمات مختلفة: مثل مراكز المعلومات السياحية ووكالات السياحة و السفر، ومراكز صناعة وبيع الحرف اليدوية والبنوك والمراكز الطبية والبريد والشرطة والادلاء السياحيين.
• خدمات النقل: تشمل وسائل النقل، على اختلاف أنواعها، الى المنطقة السياحية.
• تنظيم الخدمات العامة وتوفيرها بالشكل المطلوب في المناطق السياحية
• خدمات البنية التحتية: تشمل توفير المياه الصالحة للشرب والطاقة الكهربائية والتخلص من المياه العادمة والفضلات الصلبة، وتوفير شبكة من الطرق والاتصالات.
• عناصر مؤسسية: تتضمن خطط التسويق وبرامج الترويج للسياحة، مثل سن التشريعات والقوانين والهياكل التنظيمية العامة، ودوافع جذب الاستثمار في القطاع السياحي ، وبرامج تعليم وتدريب الموظفين في القطاع السياحي.
مساهمة السياحة في الاقتصاد العالمي:
• تساهم السياحة بنسبة 11% من مجموع الانتاج المحلي. توفر نحو 200 مليون فرصة عمل، أي حوالي 8% من مجموع فرص العمل في العالم.حسب آخر احصاء منظمة السياحة العالمية ستسهم السياحة بنحو 5.5 ملايين فرصة عمل سنوياً حتى عام 2010.
أدى تطور الصناعات الحرفية والتقليدية في المجتمعات السياحية الى زيادة تفاعل المجتمع المحلي مع السياحة، بالاضافة الى زيادة فرص العمل في هذا المجال.
• أدى تطور السياحة الى زيادة مشاريع التنمية التحتية من طرق وماء وكهرباء وهاتف وصرف صحي ومطارات، بالاضافة الى مشاريع التنمية الفوقية من خدمات سياحية مثل المطاعم والفنادق والاستراحات.
علاقة صناعة السياحة مع البيئة والمجتمع والاقتصاد العربي
تعتمد مواقع السياحة الأكثر نجاحاً في الوقت الحاضر على المحيط المادي النظيف، والبيئات الجميلة والأنماط الثقافية المميزة للمجتمعات المحلية. أما المناطق التي لا تقدم هذه المميزات فتعاني من تناقص في الأعداد ونوعية السياح، وهو ما يؤدي بالتالي الى تناقص الفوائد الاقتصادية للمجتمعات المحلية.
ومن الجائز أن تكون السياحة عاملاً بارزاً في حماية البيئة عندما يتم تكييفها مع البيئة المحلية، والمجتمع المحلي، وذلك من خلال التخطيط والادارة السليمة. ويتوافر هذا عند وجود بيئة ذات جمال طبيعي وتضاريس مثيرة للاهتمام، وحياة نباتية برية وافرة وهواء نقي وماء نظيف، مما يساعد على اجتذاب السياح.
ويتساوى كل من التخطيط والتنمية السياحية في الأهمية من أجل حماية التراث الثقافي لمنطقة ما. وتشكل المناطق الأثرية والتاريخية، وتصاميم العمارة المميزة، والموسيقى، والدراما والفنون والحرف التقليدية والملابس الشعبية والعادات والتقاليد وثقافة وتراث المنطقة عوامل تجذب الزوار، بانتظام، فتتعزز مكانتها أو تبقى ذات أهمية أقل، وكل ذلك يرجع للطريقة التي تتم بها تنمية السياحة وادارتها.
ونرى في الاونة الاخيرة ان الدول العربية اصبح بمقدورها منافسة العالم من حيث التخطيط الجيد والاهتمام بالبنية التحتية من توسعة المطارات والاهتمام بالطرق وبناء الفنادق ذات القيمة العالية التي تخدم السائح وتلبي احتياجاته.
وتعتمد بعض الدول العربية بصفة اساسية على السياحة كمصدر رئيسي للدخل القومي لديها مثل مصر والاردن ولبنان ودولة الامارات العربية، واصبح للسياحة العربية البينية دور كبير خلال الفترة الاخيرة، بالاضافة الى التنافس الكبير على جذب السائح الاجنبي الذي يعتبر مصدر دخل كبير للعملة الاجنية، والذي ساعد بدوره على تنمية السياحة العربية ونشرها والاهتمام بالمنطقة العربية التي يوجد بها أعرق وأقدم الاماكن السياحية منذالزمن القديم. هذا بالاضافة الى سياحة الاعمال التي اهتمت بها الشركات الكبرى في العالم لتكون لها مكانة في المنطقة العربية، وايضا السياحة الدينية التي تطورت في الآونة الاخيرة وبدأت مرحلة متطورة ونقلة نوعية لم يسبق لها مثيل على مر العصور. وقد احتلت السياحة العربية وضعا تنافسيا فريدا على خريطة السياحة العالمية وشهدت نموا متزايدا وتطويرا هائلا في البنية التحتية وبخاصة تطوير المطارات.
المصدر: جريدة القبس
تفاعل مع الصفحة