المخاطر المهنية في الصناعات النسيجية

ان هذه الصناعة لا تخلو من الاخطار كغيرها من الصناعات وبحكم طبيعتها الانتاجية وخواص ‏المواد الداخلة في الانتاج ومن المعلوم ان بيئة العمل هو المكان الذي يتواجد فيه العامل اثناء ‏تأدية العمل المكلف به وان للبيئة تاثيراً مباشراً على صحة العامل في موقع العمل وان المحافظة ‏على نظافة تلك البيئة من الملوثات المختلفة يعتبر من الاهداف الرئيسية لبرنامج الصحة ‏والسلامة المهنية . وان المرض المهني هو المرض الناجم من تاثير بيئة العمل على العامل أي ‏بعبارة اخرى هو المرض المتسبب عن المهنة بالنسبة للمخاطر التي يتعرض لها العاملون في ‏هذه الصناعة سنلخصها كما ياتي :-‏

العوامل الفيزيائية

اولاً : الضوضاء (الضجيج):‏

يتعرض العاملون في هذه الصناعة الى الضوضاء التي تكون اعلى من الحدود المسموح بها ‏‏(اعلى من 85 ديسبل ) وخاصة في قسمي الغزول والنسيج التي تتراوح ما بين 88-100 ‏ديسبل خلال 8 ساعات عمل فعلية وتعد ضارة في حالة تكرارها واستمرار التعرض لها يومياً ‏لفترات زمنية طويلة اذ تؤدي الى الاصابة بالصمم المهني وعدا ذلك فان الضوضاء تسبب ‏حالات الانفعال والتوتر والاثارة العصبية وقد يؤدي التعرض للضوضاء لفترات قصيرة الى ‏الصمم المهني الوقتي وان للضوضاء تاثيراً سيئاً في نشاط العامل فيصاب بالشرود الذهني ‏والارهاق والتوتر العصبي ما يسبب حوادث واصابات للعامل ‏

ثانياً: الاضاءة (الانارة)‏

الاضاءة الجيدة في جو العمل ذات اهمية كبيرة لانجاز الاعمال والحد من اصابات العمل وبعض ‏الامراض المهنية والانارة الطبيعية هي افضل بكثير من الانارة الصناعية والانارة الجيدة مهمة ‏للرؤية ولا سيما في اعمال النسيج لانها تقلل من حوادث العمل واصاباته وتساعد العامل ‏على اجادة عمله وارتفاع كفاءته الانتاجية لذا يتوجب على الادارات حسن توزيع الانارة في ‏كافة زوايا المعمل واركانه ومساحاته وعندما تكون الانارة ضعيفة وباهتة تتسبب في اجهاد ‏العين وتوسع من حدقاتها ويؤثر الاجهاد الناجم عن التركيز في حساسية العصب البصري ويجب ‏الاهتمام بنظافة المصابيح بشكل مستمر لتبقى على توهجها ويجب الحد من استخدام المصابيح ‏المشعة الزئبقية لانها تسبب اصابة العين بالتعب وضعف البصر.‏

ثالثا:الحرارة

الحرارة في اماكن العمل لها اهمية كبيرة ويتحتم ان تكون اقرب الى الدرجة المعتدلة المريحة ‏للعاملين كافة. ان العاملين في قسم الاكمال (الرطب والجاف)يتعرضون للحرارة.
وهنالك ترابط بين ‏درجة حرارة الجو وقابلية الانسان لاداء العمل عندما يشتغل العامل في بيئة عمل ذات درجات ‏حرارة عالية ولفترات طويلة فأن ذلك يؤدي الى فقدان كميات كبيرة من الماء والاملاح عن ‏طريق الجلد اثناء عملية التعرق لذا يجب ان لاتزيد هذه الحرارة عن الحدود المسموح بها فاذا ‏تجاوزت حدها تؤثر في جو العمل وينعكس ذلك على العامل ويعرضه الى الاجهاد والضيق ‏والتعرق ومن ثم اشتداد النبض وسرعة التنفس وهو مما يؤدي بالضرورة الى خفض نشاطه ‏الانتاجي في ظل الحرارة.‏

رابعا :الرطوبة النسبية

يتعرض العاملون الى الرطوبة لانها ضرورية لتجنب العامل القطع المستمر في الخيوط وكذلك ‏العاملون في قسم الاكمال يتعرضون للرطوبة ويجب ان لاتزيد الرطوبة النسبية عن 80% لان ‏زيادتها عن الحد المسموح به سترهق العامل عصبيا او تثير في نفسه الانقباض والملل ما ‏يؤثر في نشاطه الانتاجي وكفاءة ادائه وقد تعرضه الى الاصابة بفطريات الجلد.‏

مخاطر العوامل الكيميائية

المواد الكيميائية:تستعمل في صناعة الغزل والنسيج مواد كيميائية كثيرة وهذه المواد من ‏مصادر مختلفة وتحمل اخطاراً شديدة الضرر على العمال ومنها مثلا يستخدم ثاني كبريتيد ‏الكاربون في انتاج الحرير الصناعي وهو من المواد السامة جدا لتأثيره على الجهاز العصبي ‏عند الاستنشاق فيسبب الدوار والصداع وكذلك يحدث اضطرابا في السمع والبصر وتخريبا في ‏الجهاز البولي ناهيك عن حروق الجلد وثمة مواد كيميائية اخرى تستعمل في عمليات القصر ‏والصباغة تؤدي ملامستها الى الاصابة بالحروق او الامراض المهنية الاخرى.‏

المخاطر الميكانيكية ‏

يتعرض العاملون في معامل النسيج الى الحوادث الناجمة من تحرك الاجزاء المفصلية لمكائن ‏الغزل والنسيج وكذلك العجلات المسننة والمكوكات والبكرات المتحركة. وان العاملين في قسم ‏السحب يتعرضون الى الاصابة بالبتر او الرضوض والكسور والجروح بفعل حشر الايدي بين ‏اسطوانات السحب،اما في قسم "التسدية"فان المخاطر التي يتعرض لها العاملون هي سقوط ‏البكرات واصطدام الارجل بها او وقوعها على الرأس او أي جزء من اعضاء الجسم ومن ‏المخاطر الاخرى غياب الرؤية الصحيحة من جراء التركيز الشديد والانتباه المركز على الخيوط ويتعرض العاملون في هذا القسم الى التشنج المفصلي وخاصة ‏عضلات الساعدين والكفين والاصابع.

المخاطر البيولوجية

اولا:الغبار

يتعرض العاملون بصناعة القطن والجوت والكتان وخاصة العمال الذين يعملون في ندف القطن ‏الى استنشاق الاتربة العضوية حيث يؤدي استنشاقها لفترات طويلة الى اصابتهم بنوبات ضيق ‏التنفس المصحوب بالسعال والقشع مع نقصان في كفاءة الرئتين (الربو المهني)اما بالنسبة ‏للعمال الذين يتعرضون الى اتربة الكتان والجوت يؤدي ذلك الى حالات مرضية مشابهة للربو ‏المهني وحصول حمى خفيفة ،رشح،سعال، اضطرابات هضمية والتهاب اللوزتين.‏

ثانياً: الجراثيم

يتعرض العاملون في قسم تفتيح الصوف (البالات)والملامسون للصوف الملوث بجرثومة ‏مرض الجمرة الخبيثة نتيجة تعامل العامل مع اصواف الحيوانات التي تقتات على حشائش ‏المراعي الملوثة. واعراض هذا المرض ظهور خراج متقرح في الجلد مصحوبا بارتفاع شديد ‏في درجات الحرارة مع هزال واعراض تسمم الدم.‏

مخاطر الحريق

بما ان اغلب المواد المستعملة في صناعة النسيج مواد قابلة للاشتعال (الالياف،مواد ‏كيميائية،وانسجة،وغبار الالياف المتطايرة)فأن احتمال حدوث الحرائق كبير جدا لا سيما في ‏ظل التهاون وغياب الاحتراس والافتقاد الى التدابير الوقائية.‏

المصدر: جريدة الجريدة


تفاعل مع الصفحة

تفاعل مع الصفحة