واجبات صاحب العمل فى الإسلام
الأجر
فى نظر الإسلام يجب أن لا يقل عن حاجة العامل لأن حق الحياة ثابت لكل إنسان وكل أجر يقل عن الحاجة أجر ظالم لأنه يعرض حياة الإنسان للخطر. والظلم الكبير لمن لا يدفع أجر العامل أو يؤخره.
قال الرسول "قال تعالى": "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بى ثم غدر, ورجل بع حرا فأكل ثمنه, ورجل أستأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره" (حديث قدسى). أى بمعنى استوفى فى منفعته بغير عوض, وهذا ظلم).
وفى هذا يقول (صلى الله عليه وسلم): "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" وتمام الحديث عن البيهقى "و أعلمه أجره وهو فى عمله".
وأداء أجر العامل فى النظم الإسلامية أمر يدخل فى العقود التى أمر القرآن بالوفاء بها والأمانات التى أمر أن تؤدى إلى أهلها: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" (المائدة 1) "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها" )النساء 58).
وفى الإسلام: المعروف عرفا المشروط شرطا, فالعرف السائد والظاهر هو المرجع فى أمور كثيرة من أمور العمل: هو مثلا المرجع فى:
تحديد مواعيد العمل
وتحديد طبيعة عمل الأجير, وتحديد مواصفات الإنتاج والقيام بتوابع العمل أو عدم القيام بها إذا لم يشترط ذلك فى العقد, وتحديد أى الطرفين يكون مسئولا عن أدوات العمل: رب العمل أو العامل, وتقرير مدى أحقية العامل على رب العمل فى الطعام.
وصحة العامل
هى رأس ماله الأول, ولعل رأس الرعاية الصحية العمالية أن تهيأ للعامل النظافة, والإسلام يفرض هذه النظافة, حيث يوجب الطهارة, ويجعلها فاتحة أغلب العبادات فيه كالوضوء, والغسل. والإسلام شديد العطف دائما على المرضى, ومن ذلك أنه فى الجهاد والسعى على المعاش: "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج" (الفتح 17).
لذلك فصاحب العمل عليه أن يرفر للعامل الرعاية الصحية من علاج ودواء ومن وجوه الرعاية الصحية للعمال تقديم الغذاء الطيب لهم بالمجان أو بثمن رمزى.
ومن وجوه الرعاية الصحية لهم أيضا تدبير المساكن الصحية المناسبة لهم وخاصة لغير القادرين منهم وذلك بالنسبة للشركات الكبرى.
فصول تعليمية للعمال
هذا وتقيم الحكومات والهيئات والمؤسسات والشركات الكبرى, بنفقات من عندها - فصولا تعليمية للعمال, وذلك نهوضا بمسئوليات التربية الثقافية والقومية والنقابية, وعلى رجاء أن يكون هؤلاء العمال قادرين على النهوض بمسؤلياتهم فى بناء وطنهم.
الخدمة الإجتماعية العمالية
هذا وتعنى الخدمة الإجتماعية العمالية الحديثة ببث الروح الرياضية فى العمال, فالإسلام - منذ جاء - يوفق بين حظوظ البدن وحظوظ الروح: قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): "إن لبدنك عليك حق" (البخارى) وقال "المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف و فى كل خير" عن أبى هريرة, والترفيه والتسلية إذا أريد بهما إراحة البدن والنفس من عناء العمل وكانا لا يرميان إلى مخالفة للدين أو إضرار بالفرد أو الجماعة, هما مما لا يأباه الإسلام, ولعلهما مما يرضاهو بل يحث عليه وقد جاء فى الحديث " روحوا القلوب ساعة فساعة" (عن انس) أى أريحوها بعض الأوقات بالمباحات.
من كتاب: دستور المهن فى الإسلام
تفاعل مع الصفحة