البطالة... هدمت أحلام الخريجين في الوادي الجديد
البطالة هي الضيف الثقيل في معظم منازل محافظة الوادي الجديد وبلغت مداها في أصغر محافظة سكانية في مصر, وأصبح شباب المحافظة لا أمل لهم في أي عمل حكومي. كما فشلت معظم التجارب التي نفذها الشباب للصناعات الصغيرة والمشروعات الحرفية وعدد كبير من أصحابها يخشي الحبس بسبب تعثره في سداد الديون. ومن ناحية أخري يتهم المسئولون الشباب بضيق الأفق وأن الدولة وفرت لهم كل الإمكانيات لإقامة المشروعات ولكنهم لم يحسنوا استغلال الفرصة.
محمد سيد عبد العال الحاصل علي دبلوم زراعة ويعمل أجيرا باليومية, يطالب بتدخل أجهزة الدولة وتنفيذ الجزء الخاص بتشغيل الشباب من برنامج الرئيس مبارك الانتخابي, ودعم الشباب بالقروض التي تساعده وتوفير فرص العمل لمستحقيها وليس للمحظوظين فقط. وأن تكون هناك مصادر أخري بخلاف البنوك والصندوق الاجتماعي للتنمية لإقراض الشباب. ويري محمد أن البطالة أدت إلي ارتفاع نسبة الشباب المصابين بالأمراض النفسية.
ويضيف هاني صلاح مصطفي الحاصل علي دبلوم صناعي, أن لديه أربعة إخوة لا يعملون جميعا وليس لديهم أمل في العثور علي عمل. ويطالب بتدخل المسئولين الفوري وعقد لقاءات دورية مع الشباب لمناقشة مشاكلهم وبحث الآثار السلبية للبطالة التي تحولت إلي كارثة كبيرة في المجتمعات المحلية. ونموذجان آخران لشباب بلا أمل هما محمد سيد جمعة وتامر حسين عبدالله وهما حاصلان علي دبلوم فني, ويعملان بأحد المقاهي لمدة14 ساعة يوميا مقابل ستة جنيهات. وأكدا أنهما يعانيان من ظروف نفسية صعبة لفشلهما في الحصول علي فرصة عمل مناسبة وتكوين أسرة, وأن الثقة لديهما أصبحت معدومة في كلام المسئولين عن تشغيل الشباب وأن تصريحاتهم في وسائل الإعلام أصبحت مكررة وكاذبة. وتساءلا: إذا كان الوادي الجديد الذي يقطنه175 ألف نسمة به أكثر من27 ألف عاطل فكيف يكون الحال في باقي محافظات مصر الكبري.؟
ويري ضاحي خليفة, أن الصندوق الاجتماعي الذي ينادي به الجميع كمخرج للشباب من أزماتهم ضماناته صعبة جدا, ومعظم من تعاملوا معه تم جدولة ديونهم مرة أخري بعد تعثرهم في السداد وذلك يضيف فوائد جديدة للمبالغ الأصلية ويعجزهم عن السداد أكثر.
وللمسئولين وجهة نظر أخري يدافعون بها عن أنفسهم, حيث أكد أحمد حمدي مدير الصناعات الحرفية بالمحافظة ضرورة تأهيل الشباب بما فيهم خريجو الجامعات علي مختلف الصناعات والحرف خاصة المتوفرة بالوادي الجديد. وهناك حاليا ثلاثة مراكز للتدريب علي أعمال النجارة والملابس الجاهزة والأحذية, وتم تدريب70 شابا من الخريجين حاليا, وضرورة فتح منافذ لتسويق المنتجات لأنها أكبر مشكلة تواجه مشروعات الشباب. وهذا ما حدث مع مشروعات الصندوق الاجتماعي بالمحافظة وعددهم103 مشاريع باعتمادات وصلت إلي مليون و300 ألف جنيه ولكن فشلهم في تسويق المنتجات أدي إلي تعثرهم في السداد, مما يعرضهم للسجن وضياع مستقبلهم. كما تعهد أحمد مختار محافظ الوادي الجديد, بمساندة الشباب الجادين في إقامة المشروعات وتذليل العقبات التي تقابلهم, كما طالب الشباب بتوسيع أفقهم وعدم انتظار العمل الحكومي لأنه بصراحة غير متوافر.
المصدر: جريدة الأهرام
تفاعل مع الصفحة