ماذا ستفعل اسرائيل لإجهاض التطور الحضارى فى مصر بعد ثورة 25 يناير

مصر - أسامة مبروك: هذه الثورة تعتبر صدمة عنيفة لإسرائيل, وأكثر ما يصدمها ليس رحيل حليفهم فى السلطة حسنى مبارك, ولكن يقلقهم "التغيير للأفضل" فى حد ذاته. العقلية الصهيونية معروف عنها كرهها الشديد للعرب والمسلمين. ومعروف عنهم حبهم الشديد للمال وعصبيتهم الشديدة لصهيونيتهم. وهذا الخليط من المشاعر يمثل دافعا قويا للقيادة فى اسرائيل لتعمل على عدم استثمار روح التغيير للأفضل حتى تضمن أن تكون مصر دولة ضعيفة فى المستقبل. فما هى مصادر القوة فى مصر المتمثلى فى هذه الثورة وكيف ستعمل اسرائيل على اضعافها؟ ولماذا ستعمل اسرائيل لإحباط اى تطور حضارى فى مصر؟

المتابع الدقيق لبدايات الثورة, سيعرف يقينا أن مشعلى الثورة لم يكونوا من المعدمين أو الفقراء أو العاطلين, بل كانوا من المتعلمين الواعين بحقوقهم.  والواضح للعيان أيضا أن هؤلاء كانوا معظمهم من الشباب "جيل المستقبل".  والواضح أيضا أن هؤلاء الشباب احسنوا استغلال وقت فراغهم على الإنترنت وقاموا بدعم أفكارهم عن طريق التواصل المثمر والبناء, وجميع المشاركين تقريبا تجمعهم مشاعر "الإنتماء للوطن". تلك المشاعر التى ذكتها أحوال الوطن المتردية والتى لم تكن تخفى على احد من داخل او خراج مصر.  تلخيصا لما سبق فعناصر القوة فى مصر والتى يمكن أن تقود الى تنمية حضارية حقيقية هى:-

  1. العلم والتعليم والتدريب
  2. الشباب
  3. حسن استغلال الوقت
  4. الإنتماء للوطن

لا أريد القول بأن اسرائيل لها يد فى كل مشاكلنا فى مصر ولكن بالتأكيد هناك من يعمل لإضعاف مصر من كل الجوانب السابق ذكرها.  والملاحظ لاحوال مصر فى الثلاثين سنة الماضية سيلاحظ ارتفاع معدلات الأمية,  لأن من لا يستطيع القراءة والكتابة لا يستطيع التعلم وبالتالى لن يكون له رأى غالبا فى كثير من المسائل وبالأخص السياسة.  وسيكون مقتنعا اشد الإقتناع أن ما يقوله المسئول الحكومى "المتعلم" هو الصح بعينه مهما اخذ عليه من اخطاء "انت تعرف اكتر من الحكومة ... الحكومة عارفة كل حاجه".  إذا فسوف تهتم اسرائيل بإفساد التعليم فى مصر على كل المستويات.  أهمها ما يلى:

  1. تخريب العملية التعليمية فى جميع المراحل.
  2. تقويض دعائم مشاريع البحث العلمى المتميزة.
  3. ابعاد العقول المتميزة عن مصر "بشتى الطرق".

كلنا نعلم ان مناهج التعليم فى مصر فى انحدار مستمر سواء كان تعليم اساسى ام تعليم جامعى, واخص بالذكر التعليم الحكومى الذى يعتمد على حشو العقول بالمعلومات ولا يهتم بانماء المهارات.  اسرائيل ستجاهد لإستمرار هذه الحالة من التدهور بشتى الطرق.  حتى الباحثين الجامعيين, نسبة كبيرة منهم لا تعطى للبحث العلمى حقه وكثير منهم "بيفبرك" البحث,  واذا كانت هناك ابحاث جيدة جديرة بالتطبيق, لم تكن تلقى  قبول من المسئولين.  واخص بالذكر العلوم التطبيقة التى تستلزم معدات باهظة الثمن والتى يجد الباحثون صعوبات كثيرة فى تنفيذها لقلة الدعم المالى وعدم الإهتمام من المسئولين.

صعوبات كثيرة يواجهها العلماء فى مصر تقودهم فى النهاية الى مغادرة مصر والرحيل الى من يقدر عقولهم.  ومن يحاول لاحقا أن يساعد بلده أو يمكن ان يسبب الضرر لأسرائيل بأى طريقة يتم تصفيته جسديا ... لا ابالغ ... قصة سميرة موسى عالمة الرياضيات النابغة معروفة... قصة الدكتور يحيى المشد العالم النووى الذى كان مسئولا عن انشاء المفاعل النووى العراقى معروفة العالم الكبير مصطفى مشرفة وغيره الكثير من نوابغ العلماء فى مصر.  وكلاهما تم اغتياله.  الحقيقة اخشى كثيرا على الدكتور أحمد زويل واتمنى له السلامة من كل شر.

نأتى للعنصر الثانى من عناصر القوة والذى ستحاول اسرائل اضعافة بكل تأكيد وهو "الشباب",  عصب هذه الأمة ومستقبلها.  الشباب الذى اشعل ثورة 25 يناير هو الذى سوف يأخذ كثيرا من القرارت السياسية بعد 10 أو 20 سنة من الأن.  هذه القرارات لن تكون فى صالح اسرائل بالتأكيد.  الحقيقة ليس عندى تخيل كامل عن كيفية محاولة اسرائيل قتل الشباب, ولكنى اعلم أنها ستحاول بالتأكيد الى اغراق البلاد بالمخدرات, والسجائر, والجنس. هذه المنكرات تقتل الاف الشباب كل عام فى مصر. لذلك اطالب كل شاب ان يراعى الله فى جسده وان لا يهمله وان لا يضيعه فى ما يفسده.

العنصر الثالث, وهو عنصر الوقت وستهدف اسرائيل الى تطوير الكثير من الأشياء التى تضيع وقت الإنسان.  على سبيل المثال ستهدف الى تنمية سوق الأفلام الداعرة والأغانى الهابطة ناهيك عن بث الكيثير من سموم الأنترنت التى تحتى على افلام وصور اباحية يضيع الشباب وقتهم بالساعات.  والمحصلة فى النهابة ستكون "لا شئ"  لذلك ارجو من كل شاب ان يعمل قدر المستطاع حتى يستفيد من وقته فى ما ينفعه, وينفع اسرته, وينفع مجتمعه.  حاول تصلح حاجة فى البيت بدلا من الجلوس على الإنترنت لساعات ومشاهدة فيلم تضيع فيه وقتك.  ممكن تصلح فيشة كهرباء,  أو تظبط الحوض لو كان مسدود.

النقطة الأخيرة,  هى قضية الأنتماء للوطن.  حتحاول اسرائيل ان تغرس فيك ما يسخطك على وطنك حتى تكون انسانا سلبيا لا يكترث لمشاكل المجتمع.  حتحاول اسرائيل ان تزرع فيك عن طريق وسائل الإعلام المسمومة سواء كان عن طريق افلام, او اغانى, او تقارير صحفية أو معلومات مغلوطة.  وأكيد حتحاول ان تعطل اى مشاريع تنموية حتى يزداد سخطك على بلدك.  حتى تقول أن الثورة دى دمرتنا.  وحتى تقول أن زمن مبارك كان احسن.  وستعمل ذلك ايضا عن طريق افساد مناهج التعليم وابعادك عن دينك الذى فيه اساس انتمائك لهذا الوطن.  واكثر شئ يؤدى الى اخماد وقود الأنتماء للوطن هو "حب المحرمات".  اناشد الشباب عدم النظر الى تقاليد الغرب الفاسدة فى العلاقات المحرمة.  ليس بالضرورة أن يكون زنا, يكفى أن يكون عقلك مشغولا بالحب الرومانسى فقط.

ايه الحكاية .. وليه كل ده... اسرائل تؤمن بأن زوالها على يد المسلمين.  وان العرب هم عصب الإسلام.  وان نهضتهم ستؤدى فى النهاية الى زوالهم.  سيحاولوا تأجيل نهايتهم.  ولكن لن يستطيعو منع هذه النهاية.  اقرأ ان شئت هذه الأيات من سورة الأسراء

  1. وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا
  2. فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً
  3. ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا
  4. إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا
  5. عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا

يا ترى اسرائيل حتقدر تعمل كل الشرور دى... لا اعتقد ذلك,  اعتقد انهم قد فهموا ان المارد المصرى قد استيقظ ولن يستطيع أن يوقفه أحد " ويمكرون ويمكر الله, والله خير الماكرين"


تفاعل مع الصفحة

تفاعل مع الصفحة