أرفض تهميش المرأة وإهدار طاقات الشباب

مصر - كانت مفاجأة بالنسبة لي عندما شاهدت المرأة الواحاتية امرأة متمدنة تلعب رياضة ولها دور سياسي واجتماعي ، وكانت المفاجأة الأكبر عندما علمت أن نسبة الأمية في محافظة الوادي الجديد صفر % ، فالأعمال السينمائية دائماً ما تنقل لنا صورة المرأة الواحاتية على أنها بدوية أمية وجاهلة بعيدة تمام البعد عن الثقافة ، ومن أجل تصحيح هذه الصورة المشوهة أقام مركز المرأة بكلية الإعلام بالتعاون مع مؤسسة فريدرش ايبرت الألمانية ، ورشة عمل للإعلام النسائي ( الإعلاميون المهتمون بقضايا المرأة) تحت عنوان "نحو معالجة إعلامية أكثر إنصافاً للمرأة في الوادي الجديد" .

إن المرأة  في الوادي الجديد أكثر إنتاجاً ، فهي تعتمد بشكل كبير على الحرف اليدوية كصناعة وتطريز الثوب الواحاتي ، وغزل وصناعة الكليم البدوي ، والخزف ، وعن هذه الحرف والمشاريع الموجهة للمرأة ودور المحافظة في تدعيمها يقول اللواء أحمد مختار محافظ الوادي الجديد : لا أحاول تدعيم المرأة بل أتعامل معها كمواطن عادي مثلها مثل الرجل فكلاهما في حاجة إلى الدعم والدفع.

مساواة بين الجنسين

ويتابع محافظ الوادي الجديد قائلاً : أنا أرفض كوتة المرأة السياسية والاجتماعية، أرى أن المرأة شريكة في التنمية، والتنمية لا تفرق بين جنس وديانة فهي للصالح العام. إن المرأة متواجدة في شركات الاستصلاح الزراعي المساهمة كمالكة للأرض ومزارعة، وتمثل فئة كبيرة من الناس في الوادي الجديد كعضو مجلس الشعب بالانتخاب لأول مرة على مستوى الجمهورية. لذلك أرفض توجيه قروض صغيرة للنساء من أجل تربية الطيور والماشية فهذا لا يعد تنمية ولا أسعى لهذه الأفكار سواء إذا كانت لشاب أو شابة، إن الأفضل للجنسين التوجه إلى الصناعات الحرفية ، ورغم ذلك لم تكن ثقافة الحرف موجودة منذ 4 سنوات ولكن مع الانفتاح على العالم بإرسال شبابنا إلى إيطاليا، بعد استعانتنا بأستاذة جامعة ليعلموهم ويطوروا من الحرف اليدوية، اختلف الفكر والثقافة وتعلم أبناء الوادي كيفية الاستفادة من خامات الطبيعية وتصنيعها والتربح منها ، كذلك فتحنا لهم بازارات في شرم الشيخ والأقصر ، وبالتالي أصبح لدينا سيدات أعمال من الحرف اليدوية . إنني أرفض إهدار طاقات الشباب بجميع الأشكال ، وأرفض عمل الشباب كموزع أنابيب غاز أو موزع جرائد لأن هذه الأعمال لا يمكن أن تحقق التنمية .

استغلال النساء

تخوفت العديد من فتيات الوادي الجديد من السجن نتيجة اقتراض أبوها أو زوجها باسمها وتوقفهم عن سداد قيمة القروض ، وعن هذه المشكلة قال اللواء أحمد مختار : هذه كانت مشكلة قديمة في الوادي نتيجة أن الرجل كان يجبر المرأة على الاقتراض ، وكانت متواجدة بكثرة منذ 10 سنوات فكان بعض الرجال يقترضوا بأسماء بناتهم وزوجاتهم وكان هناك الكثير من الشركات الوهمية التي ساعدت على ذلك ، وهذه المشاكل وصلت إلى ساحة القضاء وطلبت المحافظة مساعدة رجال الأعمال وانتهت المشكلة، خاصة وأن الكثيرات من المحبوسات كانت على 500 جنيها و 1000 جنيها ، والآن لم نري حالة جديدة أثناء السنوات السابقة ، ولو حدثت اليوم لن أقبل مساعدتها، فالمرأة اليوم في الوادي الجديد أصبحت ذات وعي كبير ، وأصبح من السهل أن تكون منتجة إما عن طريق اللجوء إلى المجلس القومي للمرأة أو الجمعيات الأهلية لتتدرب وتقترض من المحافظة الأموال اللازمة لبدء المشروع سواء كان تطريز أو خزف أو كليم أو أي حرفة منتجة .

هجر الأزواج

حالات ليست بقليلة من بنات الوادي يتقدم إليهنّ أزواجاً من العاملين الوافدين إلى الوادي الجديد ، وبعد انتهاء فترة خدمة الأزواج يعودون إلى محافظاتهم تاركين خلفهم أسرة كاملة بلا معيل، وتبقى مشكلة المرأة التي لا تعرف مكاناً لزوجها وتبقى معلقة بلا زواج ولا طلاق ومعيلة لأطفال ، يقول اللواء أحمد مختار: هذه المشكلة خاصة بالمرأة واعترف بأنني قاسي على النساء خاصة عندما لا أراهن غير مهتمات بالمظهر والجوهر، وأرى ان الحل لهذه المشكلة هو رفع المستوى الثقافي للمرأة حتى يراها الرجل ولا يهجرها أو يتزوج بأخرى .


منقول من: المحيط


تفاعل مع الصفحة

تفاعل مع الصفحة