الصناعات الحرفية التقليدية والبيئية المصرية تشهد تطورا كبيرا

مصر - تشهد الصناعات الحرفية التقليدية والبيئية بالوادي الجديد جنوب مصر تطورا كبيرا لتحويلها الى مصدر لتمويلها كمشروعات اقتصادية قومية نظرا لما تحمله من موروثات ثقافية لمنطقة الواحات.

ويسعى المسؤولون بمحافظة الوادي الجديد لدعم قدرات هذه الصناعات لاستيعاب وتوفير فرص عمل جيدة لابناء المحافظة سواء من خلال توفير التمويل اللازم لها او تيسير عرض المنتجات في اسواق داخلية بالمحافظة او اسواق خارجها.
وقال محافظ الاقليم اللواء احمد مختار في تصريح لـ«كونا» ان العصور التاريخية التي مرت بالمحافظة كان لها الاثر الفعال في استلهام الانسان وابتكاراته الفنية والرؤية التجريبية للاشكال الجمالية والزخرفية.
واضاف ان الصناعات الحرفية بالمحافظة فرضت نفسها وغزت كل محافظات مصر في السجاد والمفروشات علاوة على انواع الاخشاب والفخار وغيرها وتعتبر بداية حقيقية لتنمية الوادي الجديد ليكون بوابة مصر لمنافسة البضاعة الصينية.
ولفت الى ان الارابيسك المصنوع من جريد النخيل يحظى باقبال شديد من ورش النجارة ويتفوق على المنتج من الارابيسك المصنوع من الاخشاب الاخرى مشيرا الى انه يتم تطوير المنتج بصفة مستمرة عن طريق توفير ماكينات تصنيع للحاصلين على دورات تدريبية.
واكد مختار انه للحفاظ على هذه الثروة الحرفية بالمحافظة طالب بان تشارك منظمات المجتمع المدني والجمعيات الاهلية بالمحافظة بضرورة تغيير الفكر لمواكبة متطلبات المرحلة المقبلة باعتبارها كيانات تنموية لصيقة بالمجتمع.
وكشف المحافظ عن خطة لتطوير الصناعات الحرفية والبيئية بتحويل هذه الصناعات الى مشروعات اقتصادية قومية نظرا لما تحمله من موروثات ثقافية للواحات وقدرتها على استيعاب وتوفير فرص عمل جديدة لابناء المحافظة.
واشار الى توقيع بروتوكول بين مركز تحديث الصناعة بوزارة الصناعة ومحافظة الوادي الجديد بهدف الارتقاء بجودة المنتجات الحرفية والبيئية لضمان قدرتها على المنافسة في الاسواق وذلك من خلال تنفيذ العديد من الدورات التدريبية في مختلف الحرف.
وقال ان مركز تحديث الصناعة قام باجراء حصر لجميع الحرف اليدوية والبيئية بالمحافظة وان الحصرتضمن اهم الصناعات البيئية المميزة للوادي الجديد من السجاد والكليم اليدوي والخزف والفخار والارابيسك.
واوضح ان المحافظة تنفذ برنامج التجمعات الصناعية بالتعاون مع مركز تحديث الصناعة بهدف تحديد الاحتياجات الفنية لهذه الحرف والعمل على تطويرها بما يضمن لها القدرة على المنافسة في الاسواق.
واكد محافظ الوادي الجديد نجاح المحافظة في فتح العديد من المنافذ بجميع المحافظات المصرية للمساهمة في تسويق الصناعات البيئية كأحد مشروعات الصناعات القائمة بالمحافظة حيث وصل عدد المشروعات الاستثمارية الصناعية القائمة الى 96 مشروعا وانه جار حاليا تطوير صناعات الخزف والفخار والسجاد اليدوي التي تتميز بها المحافظة.
وطالب بتطوير برامج الجهات المانحة لاستكمال المرافق والبنية الاساسية والمناطق الصناعية والحرفية وربط المحافظة بالطرق العرضية اللازمة لتسويق هذه المنتجات الصناعية وتوفير الجهات الممولة والقروض الميسرة.
كما طالب بزيادة المدد وفترات السماح للقائمين على هذه الصناعات وتقديم العديد من التيسيرات والتسهيلات الاضافية التي تضمن للصناعات القائمة القدرة على المنافسة والانضمام لمنظومة الاقتصاد الوطني.
ولفت المحافظ الى التعاون مع هيئة التعاون الايطالي وايضا الهيئة اليابانية لدعم الحرف البيئية والسياحية بالمحافظة من خلال الجمعيات الاهلية بالمحافظة لخلق فرص عمل للشباب وتحسين الاحوال المعيشية للاسر الفقيرة.
واكد صاحب اول مشروع نموذجى لصناعة الكليم والسجاد بالوادي الجديد كامل حنفي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان صناعة السجاد من الصناعات البيئية التي تصنع من الصوف الخالص الطبيعى وتعتمد على الخامات المحلية المتوافرة بالمحافظة ويتم التصنيع برسومات من البيئة تعبر عن طبيعة الواحات وجمالها التي تعجب الزائر المصري والاجنبي.
وقال انه واشقاءه الخمسة بدأوا تنمية الصناعات الصغيرة واتاحة فرص العمل لابناء القرية باستغلال خامات البيئة المحلية حيث تم تخصيص مساحة 300 متر مربع من الارض وتم تركيب 10 انوال استوعبت 30 فتاة بعد تدريبهن.
ونوه الى ان الاقبال كان كبيرا جدا ما شجعنا على التوسع وطلبنا من المسؤولين بالمحافظة تسهيلات اخرى ودعم عملية التسويق من خلال هيئة تنشيط السياحة ووضع المشروع ضمن برامج السياحة لضيوف المحافظة من المصريين والاجانب.
واكد حنفي ان منتجات الوادي الجديد بهرت السياح والزائرين الذين اشتروا كميات كبيرة من الكليم خاصة الشنط المصنوعة من الكليم والانتيكات الصغيرة كل هذا شجعنا وضاعف من آمالنا للتوسع في المشروع.
وحول صناعة الخزف من الفخار التي تعتبر صناعة يدوية متوارثة عن الاباء والاجداد يقول صاحب مصنع احمد مرسي في تصريح مماثل لـ «كونا» ان المحافظة ساهمت في تطوير هذه الصناعة باقامة مصنع للخزف والفخار بالخارجة.
واشار الى انه بالنسبة لصناعة الخوص فانها تنتشر بين السيدات الريفيات وتقوم على خامات النخيل وتدر دخلا على الاسرة وتم تطويرها عن طريق جمعيات الاسر المنتجة والجمعيات الاهلية لتنشيط مثل هذه الصناعة والابقاء عليها.
واضاف ان راتب العامل بالمصنع يصل الى 600 جنيه شهريا «الدولار يساوي 5.5 جنيه» وهى بداية جيدة لاي شاب بالوادي ما دفع الشباب الى تكوين مجموعات اخرى فيما بينهم لاقامة مشروعات اخرى ولصناعات مختلفة.

منقول من جريدة الصباح


تفاعل مع الصفحة

تفاعل مع الصفحة