بدء أعمال الاجتماع شبه الإقليمي للتعريف ببرنامج شهادة اليونيسكو للامتياز الحرفي

سلطنة عمان - تبدأ اليوم أعمال الاجتماع شبه الإقليمي للتعريف ببرنامج شهادة اليونسكو للامتياز الحرفي والذي تستضيفه السلطنة لمدة يومين وتنظمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة(اليونسكو) والهيئة العامة للصناعات الحرفية واللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بمشاركة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وسترعى معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية افتتاح أعمال الاجتماع بفندق بيت الحافة بمسقط.
وأكدت زينة بنت سعود المحروقية مديرة دائرة التخطيط والدراسات بالهيئة العامة للصناعات الحرفية بأن جدول أعمال الاجتماع سيشتمل على وضع المعايير لمنح الشهادة من حيث التركيز على عناصر الامتياز والأصالة والابتكار وقابلية التسويق، في حين يمنح المنتج الذي يستوفي تلك المعايير شهادة الامتياز التي تشكل اعترافا بأعلى مستويات الامتياز الحرفي وتضع المنتج في مرتبة مثال معياري يحتذى به في الإنتاج.
نظره شاملة
وقالت المحروقية : تشتمل الجلسة الأولى اليوم على إلقاء نظرة شاملة لقطاع الحرف اليدوية في العالم ودور اليونسكو تقدمها مالدا جبور ممثلة مكتب اليونسكو بالدوحة، حيث تتطرق إلى تعريف الحرف اليدوية ودور اليونسكو في مجال تعزيز الحرف ونظرة عامة عن الأنشطة التي تنفذها في مناطق مختلفة من العالم حول تعزيز الحرف والدعم والتدابير المرافقة لها.
أما في الجلسة الثانية فسوف تتطرق ليلا سكارفيلي خبيرة اليونسكو إلى موضوع شهادة اليونسكو للامتياز الحرفي، تتعرض إلى مفهوم وأهداف الشهادة والمعايير والشروط والمزايا الخاصة بشهادة اليونسكو للأعمال الحرفية والإجراءات التنفيذية للجائزة. فيما تشتمل فعاليات الغد على الجلسة الختامية وزيارة ميدانية لبعض المواقع التسويقية للمنتجات الحرفية والبرامج التدريبية التي تنفذها الهيئة العامة للصناعات الحرفية.
بناء القدرات
وأضافت زينة المحروقية : يهدف برنامج الشهادة إلى زيادة الإقبال على هذه المنتجات والاهتمام بها، فضلا عن ذلك تساهم عملية بناء القدرات المواكبة للنشاطات الترويجية التي يشجعها البرنامج في مساعدة الحرفيين على الحفاظ على مصادر رزق كريمة ومستقلة وتأمين عمل دائم على المدى الطويل. كما تهدف شهادة اليونسكو للامتياز الحرفي إلى تشجيع الحرفيين على صنع منتجات حرفية باستعمال مهارات وأنماط ومواضيع تقليدية بلمسة يدوية مبدعة ضمانا لاستمرارية واستدامة هذه التقاليد والمهارات، وهذا البرنامج هو من أهم البرامج التي أطلقتها اليونسكو لدعم الحرفيين.
معايير امتياز
وأضافت مديرة دائرة التخطيط والدراسات بالهيئة العامة للصناعات الحرفية قائلة: يسعى برنامج شهادة اليونسكو للامتياز الحرفي إلى إرساء معايير امتياز صارمة للمهن الحرفية وتشجيع الابتكار وتوفير التدريب وخدمات الدعم وتوفير فرص عمل لضمان استمرارية الصناعات الحرفية مشيرة إلى أن تأسيس برنامج شهادة اليونسكو للامتياز الحرفي ( وكان يعرف سابقا بختم الامتياز الحرفي) جاء من أجل تشجيع الحرفيين على تطوير المهارات باستخدام المواد التقليدية والأدوات اليدوية في سبيل ضمان استمرارية المعرفة التقليدية والحفاظ على التنوع الثقافي والعمل في الوقت ذاته على تعزيز الابتكارات لكي يبقى المنتج الحرفي مرغوبا ويحافظ على طبيعته التنافسية، ومن خلال تحديد معايير الجودة للحرفة وتعزيز الوعي الدولي بها.
لدورها المتميز في رعاية وتطوير القطاع الحرفي
اليونسكو تختار السلطنة لتنطلق منها شهادة الامتياز الحرفي
مسابقة التميز الحرفي العمانية قدمت نموذجا مميزا وأعمالها أعادت الحرف

قراءة : محمد بن عيسى البلوشي
اختيار السلطنة من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة(اليونسكو) لتنطلق منها شهادة اليونسكو للامتياز الحرفي، جاء إيمانا منها بدور السلطنة المتميز في رعاية وتطوير القطاع الحرفي وذلك من خلال البرامج الطموحة التي تنفذها الهيئة العامة للصناعات الحرفية وتجربتها الرائدة في مجال تنظيم مسابقات التميز الحرفي.
والمتتبع لهذه الإضافة الحرفية المهمة يلامس اهتمام السلطنة ورعايتها ودعمها المتواصل لقطاع الصناعات الحرفية والذي أخذ منهجه من التوجيهات الحكيمة من لدن حضرة صحاب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مما كان له الأثر الطيب في تطوير هذا القطاع.
وتشكل الصناعات الحرفية العمانية تراثاً غنياً له حضوره في مختلف جوانب الحياة المجتمعية وهو مصدر ثقافي واجتماعي واقتصادي مهم من مصادر الدخل للعديد من الأفراد والأسر المنتجة وتنتشر انتشارا واسعاً في مختلف محافظات ومناطق السلطنة فهي تتنوع بتنوع البيئة العمانية الحضرية والبدوية والريفية والجبلية والسهلية والساحلية.
مسابقة التميز الحرفي
وسعياً من الهيئة العامة للصناعات الحرفية بأهمية المحافظة على هذه الصناعات وتأصيل دورها التنموي وغرس مبادئ الإبداع والتطوير لدى الحرفيين من خلال الاهتمام والتطوير بالمنتج الحرفي العماني والعمل على تطويره مع مراعاة المحافظة على أصالته وهويته، جاءت فكرة تنظيم مسابقة سنوية تحت مسمى مسابقة التميز الحرفي، حيث تم تسميه هذه المسابقة كدليل للتميز في الأداء والإتقان باعتباره العنصر المهم الذي تسعى الهيئة إلى تحقيقه.
تطوير المسابقة
ومرت مسابقة التميز الحرفي ومنذ نشأتها في عام 2004م بعدة مراحل من التطوير والتحديث فبعد الانتهاء من كل مسابقة يتم تقييم مختلف عناصر المشاركة التي مرت بها من حيث نوعية الحرف وعدد الحرفيين المشاركين وجنسهم، وما الحرف التي تمت المشاركة بها، ومستوى جودة المنتجات وغيرها من مكونات المشاركة.
وبتحليل العناصر السابقة يتم وضع التصورات من قبل المختصين بالهيئة لتطوير المسابقة بقصد الوصول بها إلى أفضل المستويات وأشملها، ولعل الجهود المبذولة في تطوير هذه المسابقة ساعدت على تطوير المنتجات الحرفية العمانية وزيادة عدد المشاركين من الحرفيين العمانيين بشكل سنوي.
إسهامات
وبالعودة إلى كيفية مساهمة المسابقة في تسويق المنتج الحرفي، فسنجد أن المسابقة ساهمت في تسويق المنتج الحرفي العماني من خلال عدة طرق فلقد كان لحملات التوعية المصاحبة للمسابقة والزيارات التي قام بها المختصون بالهيئة لمتابعة المسابقة الأثر في إيصال الرسائل التسويقية للحرفي حيث تم التركيز على أن يكون المنتج الحرفي مناسباً من حيث الحجم والسعر والجودة وأهمية توافق السعر مع جودة المنتج و توعيتهم بعدم التركيز على إنتاج منتجات كبيرة الحجم حيث أن التغير في ذوق المستهلك في الوقت الراهن وميوله إلى استخدام المنتجات الحرفية كأدوات للزينة ولتبادل الهدايا وغيرها من الاستخدامات التي تختلف عن الاستخدامات السابقة حيث كان استخدام المنتجات الحرفية قديما يتناسب مع طبيعة المعيشة في ذلك الزمن.وساهمت الزيارات التوعوية والاشراف على المسابقة في تطوير المنتج بما يتواكب مع متطلبات العصر. كما تمت توعية الحرفيين بالعمل على إنتاج المنتجات التي تلقى قبولاً وطلباً متزايداً من قبل المستهلك حتى يستطيع الحرفي تسويق منتجه بسرعة ويحقق الربح المادي المطلوب، وساهمت المسابقة في توعية الحرفي بأهمية أن يكون لكل نوع من الأسواق منتجاته فالأسواق الشعبية القديمة لها منتجات تختلف عن المنتجات التي يتم تسويقها في الأسواق الحديثة والمراكز التجارية المتطورة. وبذلك تكون المسابقة قد ساهمت بشكل فعال في تعزيز مفهوم تسويق المنتجات الحرفية لدى الحرفيين وتوعيتهم بما يتطلبه السوق الأمر الذي ساعد الحرفي على تسويق منتجاته بيسر وسهولة.
تزايد الأعداد
إن المتبع لمسابقة التميز الحرفي منذ بدايتها يجد أن هناك ازديادا مستمرا في مشاركة الحرفيين حيث بلغ عدد المشاركين بالمسابقة الأولى (85) حرفياً وارتفع العدد في المسابقة الثانية ليصل إلى (235) حرفياً في حين زاد العدد في المسابقة الثالثة ليكون (1046) وبلغ عدد المشاركين في المسابقة الرابعة (1144) أما في النسخة الخامسة فقد ارتفـــع العـــدد ليصبـــح (1229) حرفيــــاً أي بزيـــادة وقدرهــــا (85)حرفياً عن المسابقة الرابعة مما يعني أن هناك تفاعلاً من قبل الحرفيين مع المسابقة الأمر الذي يساعد الهيئة العامة للصناعات الحرفية على النهوض بهذه الصناعات.
برامج
وشكلت البرامج التدريبية والتأهيلية التي نفذتها الهيئة أثراً واضحا في تطوير الأعمال المشارك بها بالمسابقة ، حيث ساعدت تلك البرامج التي تنفذها الهيئة للحرفيين في تطوير المنتجات الحرفية المشارك بها بالمسابقات، فقد تطورت المنتجات المشارك بها منذ المسابقة الأولى وحتى الخامسة وأتضح ذلك جلياً من خلال الدقة والإتقان في العمل عن السابق واستخدام بعض التقنيات الحديثة التي ساعدت على جودة وسرعة الإنتاج هذا بالإضافة إلى استخدام ألوان وأصباغ جديدة أعطت للمنتج الحرفي رونقاً وجمالاً أخر.
وكان للتدريب الأثر في تمازج الصناعات الحرفية العمانية، حيث نجد في المسابقات الأخيرة أن هناك دمجا بين أكثر من حرفة في منتج واحد كالنسيج وربطه بالصناعات الفضية وإدخال النقوش الفضية على الأعمال الخشبية بشكل جديد وحديث أعطى المنتج بعداً جمالياً جديداً وذلك جاء كأثر لبرامج التدريب التأهيلة التي تنفذها الهيئة للحرفيين خاصة لفئة الشباب (الجيل الناشئ).كما شارك بالمسابقة جيل جديد من الشباب من مخرجات البرامج التدريبية التي نفذتها الهيئة وكان لهم دور جديد في إثراء المسابقة وتطويرها مما يعني أن نتائج التدريب والتأهيل ساعدت في تطوير المسابقة.
نتائج المسابقة
ومن أهم النتائج التي أفرزتها المسابقة على مدار سنواتها الماضية الزيادة المستمرة في عدد المشاركين سواء كان ذلك في عدد الذكور والإناث وإبراز نتائج التدريب والتأهيل التي تنفذها الهيئة في تطوير المنتج الحرفي ورفع مستوى الجودة والإتقان وإظهار حاجة بعض المناطق إلى تفعيل دور التدريب والتأهيل وذلك حتى يتم تطوير المنتجات الحرفية بهذه المناطق بالإضافة إلى إبراز حاجة بعض الحرف إلى إعادة تأهيل وضرورة الاهتمام بها وحمايتها من الاندثار كحرفة صناعة المعادن والفضة وأهمية رفع الوعي الثقافي والحرفي بين أفراد المجتمع بأهمية الصناعات الحرفية من نواحي مختلفة اجتماعية واقتصادية وحضارية .
وقد أبرزت المسابقة ميول بعض الحرفيين إلى حماية صناعة بعينها دون الاكتراث إلى المنافسين أو حاجة السوق ممثلاً وجود عدد كبير من الحرفيين يعملون في صناعة النسيج والخوصيات والفخار في حين تعاني بعض الحرف من قلة الصناع ومنها حرفة النحاسيات والخشبيات والفضيات على الرغم من أهميتها ودخلها المرتفع وأوضحت مدى التطور الفكري الإبداعي لدى بعض الحرفيين في تسويق منتجاتهم والرقي بصناعاتهم وإدخال التطوير والابتكار على المنتج بصفة مستمرة .
الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للصناعات الحرفية تقوم بتسويق المنتجات الحرفية الفائزة والمشاركة في المسابقة من خلال المنافذ التسويقية التابعة لها كالبيت الحرفي العماني والتي تنتشر في بعض محافظات ومناطق السلطنة بالإضافة إلى المنافذ التسويقية الأخرى كالمواقع السياحية والمشاركات الداخلية والخارجية.

منقول من: جريدة الشبيبة


تفاعل مع الصفحة

تفاعل مع الصفحة