القشابية لباس شتوي من التراث التونسي

تونس - شتهر مناطق ولاية الكاف بحياكة القشابية التي تعد من الرموز الأصيلة للموروث التراثي التونسي لاقتران هذا الملبس بطبيعة العيش في الريف المتسم عادة بظروف مناخية قاسية.

وتتضافر الجهود في ولاية الكاف للحفاظ على لباس القشابية على غرار سائر المنسوجات الصوفية وتعزيز طابعها الوظيفي حتى تتناسب أكثر مع مقتضيات النشاط الفلاحي الذي تختص به الأرياف وما يتطلبه من حركة دؤوبة في فصلى الخريف والشتاء مع توفير الوقاية اللازمة من الصقيع.

وينشط 13 ألف حرفي وحرفية في قطاع الصناعات التقليدية فى جهة الكاف منهم أربعة آلاف يحملون بطاقات مهنية وغالبيتهم في نسج الزرابي البربرية والاغطية الصوفية.

ولا يزال صنع القشابية يستأثر باهتمام الحرفيين كواحدة من ابرز الحرف المتوارثة آلاف السنين من جيل لاخر بالنظر إلى ما يلقاه هذا المنتوج حتى الان من رواج لدى عامة الناس وبالأخص لدى الناشطين فى الفلاحة بسائر ربوع الشمال والوسط الغربيين للبلاد التونسية.

وتتطلب حياكة القشابية كثيرا من الصبر فضلا عن الحرفية العالية. ويتمثل الأسلوب المعتمد في معالجة الصوف الخام بتنظيفه وندفه فغسله وصبغه ثم تحويله الى لفائف معدة للنسج.

وتحاك القشابية من صوف الخرفان بذات الطريقة التي يحاك بها البرنس وفي تصميم يشبه الى حد كبير تصميم الكدرون لكن أكثر اتساعا مع اضافة غطاء للراس.

وعموما حافظت حياكة القشابية على طابعها التقليدى رغم مختلف التجديدات التي ادخلها الحرفيين. ويغلب على المنتوج الحرفى اللون الطبيعي للصوف البني المعروف اصطلاحا باللون الاسود.

الا ان العناية تركزت فى السنوات الاخيرة على الجانب الجمالي للقشابية فادخل بعض الحرفيين إضافات هامة في مجال الزخرفة والألوان والصدار والشكل العام من خلال إحداث جيوب داخلية بما يتماشى ومتطلبات تحديث هذا الملبس الشتوى.

وتشتهر قلعة سنان والجريصة وساقية سيدى يوسف ونبر من ولاية الكاف بحياكة القشابية التي يعود تاريخها المشترك فى البلاد المغاربية الى العهود البربرية القديمة واستطاعت أن تصمد أمام موجات التحديث والتجديد على اعتبار أن القشابية أضحت مرجعا لطبيعة العيش بالريف.

منقول من "وكالة تونس أفريقيا للأنباء"


تفاعل مع الصفحة

تفاعل مع الصفحة