الصناعات الحرفية مهددة بالانقراض (تقرير)

تعاني العديد من الصناعات الحرفية من التجاهل والانقراض نظرًا لارتفاع أسعار الخامات وارتفاع أجور العاملين بها مع ارتفاع الايجار وعدم مقدرة أصحاب الورش الصغيرة والمتوسطة الصمود أمام المشروعات الكبري التي حدت من بقاء تلك الصناعات ولا تجد الدعم المالي كمشروعات صغيرة ومتوسطة.

صناعة الحوايا

تعد من أبرز الصناعات اليدوية الحرفية والأكثر شهرة بالقرى والنجوع المنتشرة بصحراء محافظة مطروح، تصنعها البدويات من صوف الأغنام، ويمتد عمرها إلى مئات السنين بالتزامن مع استقرار قبائل أولاد علي في الشريط الساحلي للبحر المتوسط "قليم مريوط" ومازالت قائمة حتى الآن، غير أنها باتت مهددة بالانقراض توافر الثروة الحيوانية بنطاق محافظة مطروح حيث تشتهر محافظة مطروح بتربية أغنام البرقي والتي تعد من أجود أنواع اللحوم في العالم، إلا أن أصوافها لا تصلح للحوايا ويتم استخدامها في صناعة الكليم والمصنوعات الصوفية الصغيرة، فيتم جلب الأصواف من محافظة كفر الشيخ وهي التي تم استيرادها من دولة أستراليا "صواف المارينو" حيث تتميز بنعومتها وثبات صبغتها وتايجة لارتفاع الأسعار في الفترة واعتمادهم علي الدولار لتوفير مستلزمات الانتاج ومع صعوبة توفير الدولار وارتفاع الاسعار تعاني الصناعة بالاضافة لتجاهل المسئولين ما يزيد من ألام أبناء تلك الصناعة

صناعة الأثاث

وتأتي صناعة الأثاث لتكون من بين تلك الصناعات المهددة بالانقراض في ظل انشاء أول مدينة لصناعة الآثاث في مصر نجد أصحاب الورش والمصانع الصغيرة مهددين عن الغياب من خريطة صناعة الآثاث، خاصة وأنهم يمثلون نحو60% من حجم صناعة الأثاث في مصر حيث يعانون العديد من الأزمات أوقف أصحاب الورش الصغيرة ووقفت حجر عثرة أمام تقدم الصناعة خاصة مع مناداة الدولة بالتركيز على تلك الصناعة.

واقع أليم حينما تقف أمام أصحاب تلك الورش وتجدهم لا يستطيعون مواصلة المسير نتيجة لارتفاع أسعار الخامات التي تهدد الصناعة بشكل عام وارتفاع أجر العاملين بها مع ارتفاع جميع الخدمات خاصة المياه والكهرباء، وارتفاع ثمن الآلآت والمعدات التي تستخدم في تلك الصناعة ومعاناة الأهالي نتيجة للحالة الإقتصادية والبحث علي ما هو أقل في الأسعار.

محمود وحيد صاحب إحدى الورش بمدينة السلام، يؤكد أن الصناعة اليديوية لم تعد تأني بهمها مضيفًا: "ههنغلقها خلاص تعبنا، الأسعار كل يوم في ارتفاع والزبائن عاوزين السعر الرخيص، فلوح الكونير كان بـ180 و200 جنيه وكنا بنعاني، أصبح سعره 600 جنيه، ويومية الصنيعي وصلت 160 جنيه والصبي 80 جنيه، مش عارفين غير نأكل ولدنا بالعافية، الايجار وصل 1500 جنيه للورشة، يعمل معي 2 صنعية وصبي محتاجين في الأسبوع أكثر من ثلاثة آلاف جنيه غير الكهرباء والمياه والإيجار، سواء كان فيه شغل ولا مفيش مطالب إنك توفرهم الأموال وإلا هسيبنوا ويدورا على حد غيري".

أما "عبدالله عبدالله " 50 عام، يمتلك ورشة لتصنيع الخشب أسعار الأخشاب المستخدمة في الحرف اليدوية ارتفعت بنسبة تصل لـ250٪، لافتًا إلى أن سعر متر لوح الكونتر وهو أحد أنواع الأخشاب المستخدمة سجل بما يتراوح ما بين 500 و600 جنيه مقارنة بـ 180 و200 جنيه في السابق، وهو ما انعكس على المنتج النهائي بالارتفاع، ولكن ليس بنفس نسبة الزيادة السعرية، حتى لا تتوقف عملية الشراء.

وتختلف أسعار الأخشاب حسب نوع الأخشاب فسعر الخشب البياض نمرة (1) 1755 جنيهًا لكل متر مكعب .

بدوره، أكد رئيس شعبة تجارة الأخشاب بالغرفة التجارية، إن أسعار الأخشاب ترتبط ارتباط كلي بسعر الدولار بنسبة 100%، وأن هذا الغلاء قد أثر بالسلب على حركة البيع بهبوط حاد، وأن السبب الرئيسي هو محاسبة الجمارك بسعر الدولار لأنه قد ارتفع وكسر حاجز الـ 18 جنيهًاثم انخفض ليص نحو 16 جنيه، ومن المتوقع تراجع في الأسعار في الفترة القادمة نتيجة للتراجع الذي حدث بالدولار الجمركي , كما يوجد هناك أعباء أخرى على تجار الأخشاب مثل الضرائب والعمالة وارتفاع أسعار الكهرباء، وقد تعددت الشكاوى من التجار منذ تعويم الجنيه وزيادة الأسعار التي قد أثرت على الطبقة الحرفية بشكل عام والتي تهدد من بقاء الصناعة .

سباكة الألومونيوم

وتأتي مهنة سباكة الألومونيوم لتكون إحدى هذه المهن الغير قادرة بعد أن استولت المصانع الكبرى على السوق، وأصبحت المهنة كغيرها من الحرف مهددة بالانقراض، حيث أن منطقة الفراهدة بمحافظة الإسكندرية، تضم العديد من ورش صناعة الألومنيوم، والتي تقوم بصهر الخردة وإعادة تشكيلها من جديد، ولكن تلك الورش تقلصت أعدادها وكادت أن تنقرض نظرًا لقلة الأعمال المسندة إليها بعد سيطرة المصانع عليها.

كما أن عزوف العملاء عن اللجوء للورش الصغيرة أمام سيطرة المصانع الكبرى على كافة الصناعات، ما أدى إلى “موت المهنة.

وقال حسنين محمود أحد العاملين بالصناعة أن صناعة سباكة الألومنيوم تعد من المهن المهددة بالإنقراض نظرا الزبائن تركوا أصحاب المحلات والورش الصغيرة واتجاهو الي أصحاب المصانع الكبرى ما دفع العديد من العاملين بالصناعة تركها والذهاب الى صناعات او حرف أخري ..

تفاعل مع الصفحة

تفاعل مع الصفحة