منتجات الصناعات الحرفية ترقى للمنافسة العالمية 3-3

سلطنة عمان - اهتمت الهيئة العامة للصناعات الحرفية بتصميم وتطوير المنتجات الحرفية مع الحفاظ على الهوية العمانية، من خلال توثيق المفردات الشكلية الزخرفية الموروثة، وتطويرها وتوظيفها في جميع المنتجات الحرفية لتأخذ الطابع العماني في شكلها، وكذلك الاهتمام بالجوانب النفعية للمنتج.

تداخل الماضي بالحاضر

وعن أهمية التدريب لإعطاء الأبناء مهنا وحرفا يحافظون بها على تراثهم الخالد من الاندثار ويكسبون منها ويكتسبون باعتبارها تشكل موردا مستداما لهم ولأسرهم نعود إلى الخبير الدكتور فتحي الحداد الذى يؤكد أن الهيئة العامة للصناعات الحرفية لعبت دوراً متميزاً في إعداد برامج وطنية للتدريب ورفع المهارات في المجالات المتعلقة بالصناعات الحرفية، وإنشاء مراكز تدريب حرفية في مختلف مناطق السلطنة، للتدريب على إنتاج صناعات حرفية متنوعة، ذات مواصفات عالية الجودة تحمل ملامح التراث وروح العصر في آن واحد بما يتناسب مع حاجة المواطن والسائح كما اتبعت الهيئة ذلك بتنظيم قضايا التدريب والتطوير والإنتاج والتسويق والحفاظ والتوثيق.
وأضاف الدكتور الحداد قائلا: للصناعات والحرف التقليدية العُمانية جوانب ثقافية واقتصادية واجتماعية عديدة، فالجانب الثقافي يتمثل في إحياء تراث الأجداد وبعثه حياً عزيزاً في عيون الأبناء والأحفاد، وتهيئته في صورة زاهرة لعالم السياحة ليعبر عن الإبداع الفني الذي يتبدى في كل عمل عظيم ينتجه الحرفي الماهر محاكياً التراث العزيز الغالي على قلوب الجميع، والجانب الاقتصادي نتيجة طبيعية للاهتمام بحرف وصناعات تلبي حاجات كثيرة عملية وفنية تثمر جميعها إنتاجاً منظماً للسلع التقليدية يحقق دخلاً وفيراً وفرصاً عديدة لعمل الشباب والفتيات في إطار الحفاظ على ذكريات الماضي الجميل والعمل على استمراريته في رونق وبهاء متداخلاً مع معطيات العصر في انسجام وتكيف ليس له حدود.

رسالة الحرفيين

وأضاف د. الحداد قائلا: أما الجانب الاجتماعي فيتمثل في رعاية الهيئة العامة للصناعات الحرفية لمهام التدريب في مشروعات تنمية الصناعات التقليدية، والتعاون مع المؤسسات الرسمية والخاصة لتدريب ورعاية الحرفيين والأسر المنتجة للصناعات الحرفية، في إطار تكافل اجتماعي واضح من خلال تلبية حاجاتهم وتذليل ما يواجههم من صعاب مادية وفنية تحد من انطلاقة إبداعاتهم ومد يد العون لهم، وتفهم بقية أفراد المجتمع لرسالة الحرفيين والعمل على تشجيعهم واقتناء منتجاتهم، وفي ذلك اندماج للكثير من أبناء المجتمع العماني في إطار تقارب اجتماعي رائع من خلال اندماجهم معاً في الجمعيات، ومراكز التدريب، والمنتديات، والمعارض، والمناسبات العديدة التي تجمعهم وتشجعهم وتنمي وعيهم الوطني وتشعرهم أنهم طبقة فاعلة في المجتمع فينمو لديهم الوعي الوطني ويتواصلون معاً ويتفانون في وصل الماضي بالحاضر من خلال أعمالهم التراثية الإبداعية التي تحفظ لعُمان الأصيلة شخصيتها المتميزة عبر العصور.

تنامي الوعي

ويتابع الدكتور الحداد حديثه شارحا خطوات الهيئة بنشر الوعي بأهمية هذه الحرف حيث يقول: نجحت الهيئة في رفع درجة الوعي والاهتمام لدى عامة الناس بالصناعات الحرفية بتنظيمها لحملات التوعية الإعلامية وتفعيل المشاركة المنظمة في المعارض الإقليمية والدولية للصناعات الحرفية، ومواصلة إقامة مؤتمرات وحلقات عمل في مجال الصناعات الحرفية على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى المستوى العالمي، وقد وجهت الهيئة بأنشطتها العملية النظر إلى قطاع الصناعات الحرفية كقطاع اقتصادي يدعم الدخل القومي ويؤمن التدريب والتأهيل للشباب كي يتحملوا المسؤولية في الاعتماد على الذات بامتلاك مشروعات منتجة. ويظل التأكيد على أن نشاط الصناعات الحرفية المتنامي سيسهم في برامج التنمية السياحية ويظل عنصرا من عناصر الجذب المفيدة للقطاع السياحي والمستفيدة من نموه بشكل يسهم في تسويق منتجات الصناعات الحرفية وتوسيع آليات تسويقها.
وعن التأهيل والتدريب يختتم حديثه قائلا: لقد اهتمت الهيئة العامة للصناعات الحرفية بتأهيل الكوادر الشابة وتدريبهم على مختلف الصناعات الحرفية العمانية، وتوظيف الخامات المحلية بالطرق المثلى في تكوين منتجات حرفية راقية تكون قابلة للمنافسة التجارية. وعلاوة على مراكز التدريب وبرامجها المستمرة والتي تستهدف الشباب فإن الهيئة العامة للصناعات الحرفية أقامت العديد من الدورات التدريبية بالتعاون مع العديد من الجهات والجمعيات المهتمة بالصناعات الحرفية.

تنوع الموروث

وننتقل إلى ناصر بن سيف الحاتمي رئيس قسم التصميم وتطوير الحرف بالهيئة العامة للصناعات الحرفية ليحدثنا عن مزج تصميم الحرف بين الأصالة العمانية والمعاصرة حيث يقول: تقاس الأمم بحضارتها، ولكي نحكم على رقي شعب في حضارة ما من خلال ما ورثوه وتناقلوه ومارسوه جيلا بعد جيل من المكتسبات التى ورثوها سواء المكتسبات الفكرية والمتمثلة في المعتقدات والعادات والتقاليد الاجتماعية أو المكتسبات المادية كالتصوير والنحت والعمارة والمنتجات المتعلقة بالحياة اليومية (الصناعات الحرفية).
ونظرا لأهمية الموروث فقد عكف الخبراء والأكاديميون على دراستة لاعتبارة الحلقة الأساسية التي تربط الحاضر بالماضي والاستفادة منه.
الجدير بالذكر ان ناصر الحاتمي من الحاصلين على شهادة بكالوريس تربية فنية من جامعة السلطان قابوس منذ 89 ولديه خبرة طويلة جدا في الأنشطة الفنية بوزارة التربية والتعليم حتى نقله الى الهيئة كمسؤول عن القسم - حيث يضيف قائلا: السلطنة من الدول التى تزخر بالكثير من المكتسبات الفكرية والمادية لتعدد بيئاتها الصحراوية والجبلية والساحلية والزراعية..... الخ هذ التنوع الذي جعل من الموروث التقليدي تناغما بين مفرداته الشكلية الجميلة ومفرداته الزخرفية التي نستقي ونستلهم منها في التصميم فكرا عمانيا ممزوجا بالأصالة القديمة لعمان.

مميزات موروثنا

وعما يمتاز به الموروث العماني يقول ناصر الحاتمي: الموروث التقليدي العماني في مكتسباته المادية له طابع خاص يمتاز بالبساطة والتلقائية والعفوية ونابع من ثقافة وعادات وتقاليد المجتمع ومن هذا المنطلق فقد سعت الهيئة العامة للصناعات الحرفية في جانب التصميم وتطوير الحرف إلى تحقيق العديد من الأهداف منها:
-اعداد الدراسات الفنية للمكتسبات من الموروث التقليدي كالنحت والعمارة والمشغولات الفضية والنسجية والجلدية... وغيرها.
- توثيق الخطوط الأصلية لهذه المكتسبات والمفردات الشكلية والزخرفية التى تضيف اللمسة الجمالية على المشغولات.
- تطوير المنتجات الحرفية من ناحية الشكل والوظيفة.
- المزج في تصاميم المنتجات الحرفية بين مجموعة حرف كالفضة مع النسيج والخشب مع النحاس والجلد مع العظم وقشرة النارجيل.. الخ.
- الابتكار في توليف الخامات الحرفية المختلفة للوصول إلى منتجات حرفية مطورة مستمدا من روح الأصالة العمانية وتحقيق تنمية فكر ومعارف ومهارة الحرفيين بالسلطنة للتجديد والتطوير في عملهم الحرفي.
- ربط المنتجات الحرفية الموروثة بأصالتها من الناحية النفعية والجمالية بالمنتجات الحرفية المعاصرة لتتماشى وطابع الحياة العصرية التى يعيشها الانسان العماني اليوم.
- تحليل الوحدات الزخرفية في الأشكال الفضية والخزفية والخشبية والمعمارية لتوظيفها وتوزيعها على أسطح المنتجات الحرفية المختلفة لتأخذ الطابع والروح العمانية.

ثمانية مجالات حرفية

ويتابع الحاتمي حديثه معددا أصناف الحرف والمجالات التي تتطرق إليها عمليات التحديث والتطوير والتي تشكل معينا لا ينضب فيقول: ولو تطرقنا إلى تصنيف المنتجات الحرفية في السلطنة هي وتشتمل على الصناعات الحرفية الفضية والمشغولات الفضية وتحتل حيزا كبيرا في التاريخ العماني وتتميز بحس فني ثري وتنفرد بذوق رفيع ينم عن فن أصيل يعكس ثقافة المجتمع الضاربة في أعماق التاريخ.هنك ثمانية مجالات هي على النحو التالي: المنتجات الحرفية المعدنية
والمنتجات الفضية مثل الحلي العمانية والتى يغلب عليها في هيئتها الاشكال الهندسية المربع والدائرة والمستطيل وتنوع الزخارف فيها عن طريق التكرار والتماثل والمشغولات السعفية والمشغولات الجلدية والمنتجات الفخارية والخزفية ومنتجات الجرز الذي تشتهر به محافظة مسندم ومنتجات قشرية النارجيل الذي تشتهر به محافظة ظفار وأخيرا هناك مجال واسع جدا هو منتجات العظام والذى يشكل عالما بذاته تتنوع منتجاته وتأخذ أشكالا محلية وعالمية

منقول من: عمان


تفاعل مع الصفحة

تفاعل مع الصفحة