ازدهار الصناعات التقليدية بالعراق

العراق - يقصد ثائر العبيدي أسواق البضاعة الفولكلورية، ليس لاقتناء بضاعة لعرضها في بيته اعتزازاً بفولكلور بلاده العراق، إنما بسبب ظروف معيشة صعبة تجعله ينشد بضائع أرخص كثيرا من المعروضة بالمحال الفخمة وغالبيتها مستوردة.
يقول للجزيرة نت "شراء طقم كنبات مصنوع من سعف النخيل لا يكلف أكثر من 150 ألف دينار عراقي ( نحو 120 دولارا) في حين أسعار الأثاث المعروض تتراوح بين ألف وخمسة آلاف دولار.
 
يضيف العبيدي "بالنسبة لنا تؤدي ذات الغرض، وهي أنيقة وجميلة ومتينة".
 
يقول الحرفي أبو عباس صانع كراسي سعفِ النخيل للجزيرة نت "هذه المهنة ازدهرت خلال أربعينيات القرن الماضي، وأصبح الإقبال كثيراً خلال الخمسينيات والستينيات، أما خلال السبعينيات ونتيجة انتعاش الأوضاع الاقتصادية اندثرت المهنة حتى بداية التسعينيات حيث عادت بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي سببها الحصار".
 

للنخبة فقط


يضيف أبو عباس "خلال هذه المرحلة لم يهتم الحرفي بالجانب الفني نتيجة الإقبال الكبير، أما خلال فترة ما بعد الاحتلال ونتيجة تحسن الوضع المعيشي لاسيما بين الموظفين انحصر بيع المنتجات للنخبة.. وازداد الإقبال من الطبقة الفقيرة".

 
خلال الستينيات كان سعر الكرسي من سعف النخيل نصف دينار عراقي (دولار تقريباً) –يقول أبو عباس- أما الآن فبلغ 15 ألف دينار(12 دولارا تقريباً) وكانت أريكة السعف تباع في الستينيات بدينار، وبلغ سعرها الآن عشرين ألف دينار.
 
أما الحاج أبو رعد، وهو من أقدم بائعي سلال الخوص والحصر والأعمدة الخشبية التي تستعمل في سقوف البيوت الطينية، فيقول للجزيرة نت "منذ نشأتي عملت مع والدي في المهنة، وكانت الأسعار منخفضة جداً ورغم هذا لم يتمكن الكثيرون من شرائها".
 
ويشير إلى أن معظم زبائنه من الريف، لكن هناك أيضا زبائن من المدن لأن هناك أبنية كثيرة ما زالت سقوفها من أعمدة الخشب.
 
وتتراوح أسعار الحصيرة من سعف البردي بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف دينار.
 

المواد الأولية


وقد تأثرت الصناعة الحرفية خلال سنوات الاحتلال بالأوضاع الاقتصادية، ولم تعد أسعار المواد الأولية رخيصة كما في السابق.
 
يقول أبو رعد "كنا نجلب سعف النخيل والبردي من البصرة والعمارة بأسعار بسيطة جداً، لكن ارتفاع أسعار النقل وارتفاع أجور الأيدي العاملة بالقطاع انعكس سلباً على سوق الصناعات الحرفية، ورفع أسعارها".
 
ويضيف "زبائن كثيرون يصابون بالصدمة من الأسعار الحالية، لكننا نضطر إلى شرح الظروف العامة، وسرعان ما يقتنعون بكلامنا" لكن كثيرين يعزفون عن شراء المنتجات لغلائها.
 
وتتنوع الصناعات الحرفية بين أثاث منزلي من سعف النخيل، وأغطية سقوف من جريد النخيل تستخدم في البيوت الطينية والبيوت البسيطة، بدل قضبان الحديد والأسمنت، وأوان فخارية طينية بما فيها "الحَّب" وهو إناء كبير مستخدم لمياه الشرب في البيوت الفقيرة بديل لأجهزة تبريد المياه، والجِرار التي تستخدم لتخزين المياه وهي صغيرة يمكن نقلها من مكان إلى آخر.
 
ومع التدهور المستمر بالأوضاع الأمنية وانعكاسها على المعيشة، يعتقد كثيرون أن انتعاش الصناعات الحرفية والفولكلورية سيتواصل لأمد غير معلوم، ولا توجد مدينة عراقية ليس فيها سوق تتخصص بهذه المنتجات.
المصدر: الجزيرة نت


تفاعل مع الصفحة

تفاعل مع الصفحة