صناعة الزنابيل.. حرفة حملها الماضي ورحل

السعودية - اندثرت مهنة صناعة الزنابيل ولم تعد من الصناعات الحاضرة كغيرها من الصناعات الحرفية اليدوية التراثية، بالرغم من قيام البعض بجهود فردية وشخصية فقط للمحافظة عليها. وتصنع الزنابيل من الخوص وهي عدّة أنواع وأسماء تختلف حسب الغرض منها، وكان هناك إقبال شديد عليها، حيث كانت تستخدم لأغراض كثيرة منها نقل الخضروات أو نقل التمور أو التراب والحمالة وغيرها، وتكون على شكل أوعية توضع فيها الأمتعة والمحاصيل وهي تختلف في الحجم، ولا تصلح للسوائل وهي قوية وخفيفة الوزن.

علي الكناني: لي في هذه المهنة 20 عاماً، وقد انتقلت هذه المهنة من والدي إليّ، وهو نقلها من جدي، وهي مهنة متوارثة لكنها الآن لا تجد من يرثها.
أنواع عديدة
ويقول عبدالله الحساوي، ان هناك أنواعا عديدة من الزنابيل، فمنها الوعاء المصنوع من المطاط، ومنها ما يصنع من سعف النخيل، وله استخدامات مختلفة منها حمل الأتربه ونقلها من مكان إلى آخر أثناء عملية الحفر، وكذلك يستخدم احيانا في حمل بعض المحاصيل الزراعية مثل الحبوب والتمور وغيرها، وتعتمد هذه المهنة على الإطارات القديمة والمستهلكة والتي يتم شراؤها من قبل مصلحي الإطارات، كما أننا نعتمد أيضاً على المزادات التي تطلقها بعض الشركات لبيع الإطارات المستعملة لديها.
وعن مقاسات الزنابيل يقول: هناك مقاسات مختلفة «30×40»و»30×50» سم، وهناك الدلو والمزهريات وشقف الزرع، والمراجيح، والكرسي الهزاز، برك الماء، ونافورة الماء، وغيرها.
وعن طريقة صنعها يقول حسن الشبلي: يتم إحضار الإطار القديم ويتم سلخه على طبقتين ويقوم الصانع بتفصيله وتخييطه ويتم دق آذانه ويصبح جاهزاً لمرحلة الغسل وأخيراً يدهن بزيت الكتان من أجل إعطاء لمعة إضافية، وتحتاج هذه المهنة إلى أكثر من عامل لتتم صناعة الزنبيل بشكل كامل.
تراجع الصناعة
ويقول سعد الزهراني صاحب احد المحلات لبيع الزنابيل سابقا قياساً على بقية أسعار المواد الأخرى فإن أسعار الزنابيل رخيصة للغاية وفي السابق كان الإقبال شديداً عليهم، وقد تراجعت هذه الأيام وبقي الطلب الرئيسي مقتصرا على «التنجيد» الذي يستخدمه المنجد في صناعته، أما صناعة الزنابيل فلا ذكر لها في أسواقنا، ولا توجد لدينا محلات وأسواق خاصة لبيع هذه المنتجات، ومع وجود سطل بلاستيك وتنك الزرع الذي حل بديلاً عن الزنبيل الذي تراجع الإقبال عليه، ويبقى الاستعمال الأكثر للزنبيل عند باعة الخضار الذين اعتادوا عليه ويشترونه بأسعار بخسة جداً ونحن لا نعتمد عليه كثيراً في هذا المجال، وما يميز الزنبيل عن غيره أنه يتحمل كل درجات الحرارة ولا ينكسر أو يتأثر بأي شيء حتى إن لونه ثابت وسعره عادي جداً، وكثيراً ما كان يشاهد هذا الزنبيل أو شقف الزرع الذي يوضع أمام باب البيت صيفاً وشتاء ليعطي جمالية لها خصوصيتها.
ويضيف سعد أن الزنبيل كان من اساس مواد البناء والعمل في المنازل ولكن الان اختفى أمام الالات الحديدية الحديثة والتي تقوم بمهام الزنبيل وأكثر. ويختلف سعر هذا المنتج عن بعضه البعض، فهناك الزنبيل المربع والمتوسط الحجم الذي يتراوح سعره ما بين 20 الى 50 ريال، وهناك الزنبيل صغير الحجم ويترواح سعره ما بين 15 و25ريالا وكل حسب حجمه والجهد الذي يبذل في صناعته.

منقول من موقع "المدينة"


تفاعل مع الصفحة

تفاعل مع الصفحة