التعليم المهني والتقني

لبنان - لن نردد في تبجيل التعليم المهني والتقني ومدحه شعار البعض، »ان التعليم المهني والتقني لم يعد مأوى للفاشلين«، وحسب أولئك الدفاع عنه، لكنهم، يخفقون من حيث لم يشعروا، حتى في دفاعهم. انما، ما يجب ان نقوله في حق هذا التعليم: »ان التعليم المهني والتقني ليس مأوى للفاشلين ولن يكون غير ذلك«، فننصف في قولنا هذا التعليم ويكون بالتالي قولنا فيه، بمثابة مرآة كبيرة تعكس حقيقة واقع هذا القطاع المنتج.

ان هذا القطاع كان على الدوام ولا زال مأوى للفقراء وليس قط للفاشلين، لأولئك الذين استحالت عليهم مدارس وجامعات ذوي الدخل غير المحدود. فلا تلتبسن على احد هذه الحقيقة ولا يخلطن احد بين الأمرين، لينظر لهذا القطاع كما هو، لا كما يريد البعض ان يراه. ان يرى بعين صادقة تعبر عن صدق الواقع، بعين ترى فيه القدرة على البناء والصناعة والانتاج. فهو هو لا سواه من يخلق الأيدي العاملة الفنية الماهرة، التي تنتج أينما حلت، فتفعم المصانع بالنشاط وتدب الحياة في عجلة الاقتصاد.
ان النظرة الدونية للتعليم المهني والتقني لها تبعاتها السيئة والوخيمة، لأنها تشمل جميع مكوناته فتضر بها، من هيئتيه الادارية والتعليمية ومناهجه الى طلابه وصولا الى المعهد الفني التربوي الذي يعد أفراد الهيئة التعليمية والذي يشكل العامود الفقري لقطاع التعليم المهني والتقني الرسمي. لذلك، ندعو للاقلاع عن هذه النظرة المجحفة والباطلة. البعض الذي أُوكل اليه شيء من امر قطاعنا فحسب نفسه »أميرا« على هذا القطاع، فراح يطيح به جملة، وبالمعهد الفني التربوي وبأساتذته وطلابه وشهاداته بصورة خاصة، وجهل او تجاهل ان هذا المعهد نفسه يخرج اساتذة منذ اكثر من عشرين عاما وان غالبية مدراء المعاهد والمدارس هم من متخرجي هذا المعهد.

منقول من جريدة "السفير"


تفاعل مع الصفحة

تفاعل مع الصفحة